حديث : لا تغضب
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
: أَوصِنِيْ، قَال : لاَ تَغْضَبْ[1]
الغضب: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمرة يلقيها الشيطان في
قلب ابن آدم فيغلي القلب، ولذلك يحمرّ وجهه وتنتفخ أوداجه
وربما يقف شعره
فهل مراد
الرسول صلى الله عليه وسلم لاتغضب أي لايقع منك الغضب أو المعنى:لاتنفذ الغضب
؟
إن نظرنا
إلى ظاهر اللفظ قلنا: "لاَ تَغْضَبْ" أي الغضب الطبيعي، لكن هذا فيه صعوبة، وله وجه
يمكن أن يحمل عليه بأن يقال: اضبط نفسك عند وجود السبب حتى لاتغضب
والمعنى
الثاني لقوله: لاَ تَغْضَبْ أي لا تنفذ مقتضى الغضب،
فلو غضب الإنسان وأراد أن يطلّق امرأته، فنقول له: اصبر وتأنَّ
فإن قال
قائل: إذا وجد سبب الغضب، وغضبَ الإنسان فماذا يصنع؟
نقول: هناك
دواء - والحمد لله - لفظي وفعلي
أما الدواء
اللفظي: إذا أحس بالغضب فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لأن النبي صلى الله
عليه وسلم رأى رجلاً قد غضب غضباً شديداً فقال: "إِنِّي أَعلَمُ كَلِمَةً لوْ
قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَايَجِد - يعني الغضب - لَوقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ" [2]
وأما
الدواء الفعلي: إذا كان قائماً فليجلس، وإذا كان جالساً فليضطّجع،لأن تغير حاله
الظاهر يوجب تغير حاله الباطن، فإن لم يفد فليتوضّأ، لأن اشتغاله بالوضوء ينسيه
الغضب، ولأن الوضوء يطفئ حرارة الغضب
***********
سماحة الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله تعالى
مختصر من شرح الاربعين النووية
الحديث السادس عشر
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17776.shtml
-------------------------
[1] أخرجه البخاري كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، (6116)
[2] أخرجه البخاري كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، (3282)، ومسلم – كتاب: البر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، (2610)،(109)
مختصر من شرح الاربعين النووية
الحديث السادس عشر
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17776.shtml
-------------------------
[1] أخرجه البخاري كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، (6116)
[2] أخرجه البخاري كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، (3282)، ومسلم – كتاب: البر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، (2610)،(109)