دعاء لا يكاد يُرد

الحمد لله 
الدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن
 
إذا جمع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب ، وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي : الثلث الأخير من الليل ، وعند الأذان ، وبين الأذان والإقامة ، وأدبار الصلوات المكتوبات ، وعند صعود الإمام يوم الجمعة المنبر حتى تقضى الصلاة ، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم 
 
وصادف خشوعاً في القلب ، وانكساراً بين يدي الرب ، وذلاً له ، وتضرعاً ورقة ؛ واستقبل الداعي القبلة ، وكان على طهارة ، ورفع يديه إلى الله تعالى ، وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ، ثم دخل على الله ، وألح عليه في المسألة ، وتملقه ، ودعاه رغبة ورهبة ، وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده ، وقدم بين يدي دعائه صدقة ، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبداً  
 
 ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم  أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم . فمنها ما في السنن وصحيح ابن حبان من حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول : 
( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) 
 فقال  ( لقد سأل الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب ) 
 
واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه فهذا دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفها 
 
============ 
من كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم رحمه الله 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر