تفسير كلمات جاءت في القرآن لعدة معان
* الأمَّة : جاء في القرآن لعدة معاني ، جاء بمعنى الإمام الجامع لخصال الخير ، مثل قوله : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } وبمعنى الطائفة : {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} وهذا المعنى كثير . وبمعنى الملة والدين : {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }وبمعنى المدة الطويلة : {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ }
* السلطان : أكثر استعماله في القرآن بمعنى الحجة ، مثل قوله : {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ } {فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } ويأتي بمعنى الملك : مثل قوله : { هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } ويأتي بمعنى التسلط والسيطرة :
مثل قوله :{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }
* اللسان : ورد في القرآن لعدة معاني ، ورد بمعنى الجارحة : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ } وهو كثير وبمعنى اللغة : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ } {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}
وبمعنى الثناء الحسن : {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }
* استوى : وردت في القرآن على ثلاثة أوجه ، تارة تُعدَّى بعلى فتدل على العلو والارتفاع مثل : { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ } وتعدَّى بإلى فتدل على القصد مثل : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ }وتأتي بلا تعدية بحرف فتدل على الكمال ، ومنه قوله :
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} أي : كمل في عقله وأحواله كلها
* التأويل : أكثر وروده في القرآن بمعنى عاقبة الشيء وما يؤول إليه ووقت وقوعه مثل قوله : {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ } أي : وقوع المخبر به من العذاب {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ } أي : هذا ما آلت إليه وهذا وقوعها . وقد يأتي بمعنى التفسير وهو قليل ، ومنه على أحد التفسيرين : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ }
أي : تفسيره ، وعلى القول الآخر يكون من المعنى الأول ، أي : وما يعلم حقيقة المخبر عنه إلا الله وحده ، فعلى هذا المعنى يتعين الوقوف على ( اللَّهِ ) ، وعلى المعنى الأول الذي بمعنى التفسير يعطف عليه : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} أي : فما يعلم تفسير المتشابه الذي يتشابه فهمه على أذهان أكثر الناس إلا الله وإلا أهل العلم ، فإنهم يعلمون تأويله بهذا المعنى
* الغافل : ورد في القرآن بمعنى الجاهل مثل قوله : {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ }وبمعنى النسيان لذكر الله وذكر طاعته ، كقوله : { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ } {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا }
===============
سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
من كتاب : تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الأحكام
مثل قوله :{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }
وبمعنى الثناء الحسن : {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} أي : كمل في عقله وأحواله كلها
أي : تفسيره ، وعلى القول الآخر يكون من المعنى الأول ، أي : وما يعلم حقيقة المخبر عنه إلا الله وحده ، فعلى هذا المعنى يتعين الوقوف على ( اللَّهِ ) ، وعلى المعنى الأول الذي بمعنى التفسير يعطف عليه : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} أي : فما يعلم تفسير المتشابه الذي يتشابه فهمه على أذهان أكثر الناس إلا الله وإلا أهل العلم ، فإنهم يعلمون تأويله بهذا المعنى