الاغترار بالفهم الفاسد والقرآن والسنة
الحمد لله
من الناس من يغتر بفهم فاسد فهمه هو وأضرابه من نصوص القرآن والسنة فاتكلوا عليه
كاتكال بعضهم على قوله: {ولسوف يعطيك ربك فترضى}55الضحى
قال وهو لا يرضى أن يكون في النار أحد من أمته
وهذا من أقبح الجهل وأبين الكذب عليه فإنه يرضى بما يرضى به ربه عز وجل والله تعالى يرضيه تعذيب الظلمة والفسقة والخونة والمصرين على الكبائر فحاشا رسوله أن يرضى بما لا يرضى به ربه تبارك وتعالى
قال وهو لا يرضى أن يكون في النار أحد من أمته
وهذا من أقبح الجهل وأبين الكذب عليه فإنه يرضى بما يرضى به ربه عز وجل والله تعالى يرضيه تعذيب الظلمة والفسقة والخونة والمصرين على الكبائر فحاشا رسوله أن يرضى بما لا يرضى به ربه تبارك وتعالى
* * *
وكاتكال بعضهم على قوله: {إن الله يغفر الذنوب جميعا}53الزمر
وهذا أيضا من أقبح الجهل فإن الشرك داخل في هذه الآية فإنه رأس الذنوب وأساسها ولا خلاف أن هذه الآية في حق التائبين فإنه يغفر ذنب كل تائب من أي ذنب كان ولو كانت الآية في حق غير التائبين لبطلت نصوص الوعيد كلها
* * *
وكاغترار بعضهم بقوله تعالى في النار {لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى}15الليل
وقوله {أعدت للكافرين}24البقرة
ولم يدر هذا المغتر أن قوله: فأنذرتكم نارا تلظى هي نار مخصوصة من جملة دركات جهنم ولو كانت جميع جهنم فهو سبحانه لم يقل لا يدخلها بل قال لا يصلاها إلا الأشقى ولا يلزم من عدم صليها عدم دخولها فإن الصلي أخص من الدخول ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم
ثم هذا المغتر لو تأمل الآية التي بعدها؛ لعلم أنه غير داخل فيها فلا يكون مضمونا له أن يجنبها
وأما قوله في النار {أعدت للكافرين} فقد قال في الجنة {أعدت للمتقين}133آل عمران
ولا ينافي إعداد النار للكافرين أن يدخلها الفساق والظلمة ولا ينافي إعداد الجنة للمتقين أن يدخلها من في قلبه أدنى مثقال ذرة من الإيمان ولم يعمل خيرا قط
* * *
* * *
وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم: يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر
* * *
* * *
حسن الظن بالله وكاتكال بعضهم على قوله -صلى الله عليه وسلم- حاكيا عن ربه أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء» يعني ما كان في ظنه فإني فاعله به ولا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته
وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه , كما قال الحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل
ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل علم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه فالذي حمله على العمل حسن الظن فكلما حسن ظنه حسن عمله وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز
================
من كتاب الدواء الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لإبن القيم رحمه الله