الجمع بين حديثين
سؤال : عن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له " وقوله : " ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" ؟ الحمد لله الحديث الأول صحيح، وفي لفظ : " إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه". وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله : " اللهم اغفر لي إن شئت " تشعر بمعان فاسدة: منها أن أحداً يكره الله ، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك ، ولذلك قال: " فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" وأنت لو سألت رجلاً من الناس فقلت : أعطني مليون ريال إن شئت. فهذا يتعاظمه ولذلك قلت له : إن شئت. وكذلك فهو مشعر بأنك مستغن عن عطية المسؤول فإن أعطاك وإلا فلا يهمك، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول : إن شئت " أما ما جاء في الحديث الثاني من قول : " إن شاء الله " فهي أخف وقعاً من قول : إن شئت ، لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق. فوجه الجمع أن التعبير بإن شاء الله أهون من إن شئت وير...