حقيقة هاروت وماروت
الحمد لله
ورد ذِكر اسمي " هاورت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ، وبتأمل هذا الموضع يعرف المرء الحقائق التالية :
1. أنهما من الملائكة ، لا من البشر
2. أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر ، لا أنها معاقبان على ذنب
وعليه : فمن ادَّعى أنهما من البشر ، أو أنهما ملكان وقعا في معصية فمسخهما الله تعالى : فقد تكلم في أمر الغيب بلا علم ، وادعى أمرا يتنقص به ملائكة الرحمن المكرمين ، واعتقد بما في كتب بني إسرائيل ، بغير شاهد صدق له من الوحي المعصوم
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله
أنزل عليهما السحر ؛ امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر
( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى ) ينصحاه ، و ( يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) أي : لا تتعلم السحر فإنه كفر ، فينهيانه عن السحر ، ويخبرانه عن مرتبته
وتعليم الملكين امتحاناً مع نصحهما : لئلا يكون لهم حجة
ثم ذكر مفاسد السحر فقال:{ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛ وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة
ثم ذكر أن علم السحر مضرة محضة ، ليس فيه منفعة ، لا دينية ولا دنيوية , فالمنهيات كلها إما مضرة محضة ، أو شرها أكبر من خيرها ، كما أن المأمورات إما مصلحة محضة ، أو خيرها أكثر من شرها
" تفسير السعدي " ( ص 61 )
وكل ما عدا ظاهر القرآن في حال هذين الملَكين : فهو من الإسرائيليات ، يردها ما ثبت من عصمة الملائكة ، على وجه العموم ، دون ورود استثناء لهذا لأصل العام
===========
مختصر من موقع الإسلام سؤال وجواب