الوسوسة في الطهارة

الحمد لله

الشيطان لا يترك درباً للإنسان إلا وأتاه منه, كي يضيق صدره من العبادة ويشقها عليه, ومن هذه السبل التي يتخذها الوسوسة له في العبادة
 
وتأتي الوسوسة في الطهارة في الغالب من عدة نواحي
أولها: النية, فيوسوس له أنه لم ينو في وضوئه, ويخلط عليه الأمر حتى يجعله يتعد وينطق بها, وما عليه الجمهور من أهل العلم هو عدم التلفظ بالنية, وإنما محلها القلب

وثانيها: غسل الأعضاء فتراه يعيد في غسلها مراراً وتكراراً ويسرف في الماء, وبذلك يجعله يتعد فيسرف في الماء, ويتكلف في المشقة مخالفاً هدي النبي - صلى الله عليه وسلم

وثالثها: الوسوسة في نقضها: وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ «لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ» قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ, (الترمذي:74) فهذا واضح جلي لمن ورد عليه هذا الوسواس
 

قال شيخ الإسلام رحمه الله- وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد, وأن يقول إذا قال: لم تغسل وجهك, بلى! قد غسلت وجهي, وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبرت, فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه 
 
وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيباً إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه, وصار قلبه مورداً لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول, وانتقل من ذلك إلى غيره إلى إن يسوقه الشيطان إلى الهلكة 
(درء تعارض العقل والنقل: 3/318) 

وصلِّ اللهم وبارك على أشرف الخلق  وعلى آله وصحبه وسلم
 
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر