تأييد الرسل بالآيات وكونها من جنس ما شاع في عصرهم
الحمد لله
ما بعث الله رسولًا إلا أيده بالآيات الدالة على صدق رسالته وصحة دعواه قال الله تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} أي: بالآيات البينات الواضحات، التي لا تدع مجالًا للشك في صدق ما جاء به الرسول المرسل
قال النبي، صلى الله عليه وسلم (ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر)
رواه البخاري ومسلم
قال النبي، صلى الله عليه وسلم (ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر)
رواه البخاري ومسلم
وهذه الآيات التي جاءت بها الرسل لابد أن تكون خارجة عن طوق البشر، إذ لو كانت في استطاعتهم ما صح أن تكون آية , لإمكان البشر أن يدعي الرسالة ويأتي بها إذا كانت تحت قدرته، ولكن آيات الرسل لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثلها وقد جاءت كبريات الآيات من جنس ما برز به أهل العصر الذي بعث فيه ذلك الرسول كما قرر ذلك أهل العلم واستشهدوا على ذلك بآيات موسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام
فإن عهد موسى، صلى الله عليه وسلم، ترقى فيه السحر، حتى بلغ السحرة الغاية في المهارة، والحذق فكان من أكبر الآيات التي جاء بها موسى ما يربو على فعل السحرة وهو يشبه في ظاهره السحر وإن كان يختلف اختلافًا كبيرًا لأن ما جاء به موسى حقيقة ما يراه الناظر بخلاف السحر فإنه يخيل للناظر وليست حقيقته كما يراه
وفي زمن عيسى عليه الصلاة والسلام كان علم الطب مترقيًا إلى حد كبير، فجاءت آياته بشكل ما كان مترقيًا في عهده من الطب إلا أنه أتى بأمر لا يستطيع الطب مثله، فكان يخلق من الطين صورة كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرًا يطير بإذًا الله
وكان أيضًا يبرئ الأكمه وهو الذي خلق أعمى، ويبرئ الأبرص بإذن الله تعالى وذكر في القرآن أن عيسى يحيي الموتى بإذن الله، وفي آية أخرى يخرج الموتى وهذان عملان مختلفان العمل الأول إحياء الموتى قبل دفنهم والثاني إحياؤهم وإخراجهم من قبورهم بعد الدفن، ولا ريب أن هذه الآيات التي أعطيها عيسى عليه الصلاة والسلام يعجز عن مثلها البشر فتأييده بها دليل وبرهان على أنه رسول من الله الخالق القادر عليها
وكان أيضًا يبرئ الأكمه وهو الذي خلق أعمى، ويبرئ الأبرص بإذن الله تعالى وذكر في القرآن أن عيسى يحيي الموتى بإذن الله، وفي آية أخرى يخرج الموتى وهذان عملان مختلفان العمل الأول إحياء الموتى قبل دفنهم والثاني إحياؤهم وإخراجهم من قبورهم بعد الدفن، ولا ريب أن هذه الآيات التي أعطيها عيسى عليه الصلاة والسلام يعجز عن مثلها البشر فتأييده بها دليل وبرهان على أنه رسول من الله الخالق القادر عليها
وقد يؤيد الله الرسل بآيات أخرى، ولكن أبرز الآيات وأعظمها يكون من جنس ما شاع في عصر الرسول، ولذا أيد الله رسوله محمدًا، صلى الله عليه وسلم، بآيات كثيرة أبرزها وأعظمها هذا القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، لأنه شاع في عصر النبي، صلى الله عليه وسلم، فن البلاغة، والفصاحة، وصار البيان والفصاحة معترك الفخر والسيادة كما يعلم ذلك من تتبع التاريخ
===============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ الجزء الخامس