ما هو الضرر الذي سيجلبه علينا استعمال الآلات الموسيقية؟

السؤال :أنا أعلم بأن هناك أحاديث تتكلم عن الآلات الموسيقية على أنها محرمة ماعدا الدف ، لكننا أيضاً أُخْبِرْنَا بأن الله فقط حرّم ما هو مؤذٍ لنا أو لغيرنا ، ما أريد أن أعرفه ما هو الضرر الذي سيجلبه علينا استعمال الآلات الموسيقية؟ 
الحمد لله
دلت الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على تحريم الغناء والمعازف ، بل نقل بعض العلماء الإجماع على ذلك .
وإذا كان بعض العلماء قد خالف في هذا ، فهو خلاف شاذ لا عبرة به ، ولا يلتفت إليه
وانظر جواب السؤال رقم (5000)
 
ثانيا :
نعم ، إن أصول الشرع ، وقواعده : قد دلت على أن ما ثبت ضرره على العباد : فهو حرام عليهم  متى كان الضرر خالصا ، أو راجحا . وسواء كان الضرر في أبدانهم ، أو أديانهم .
لكن لا يلزم أن يكون كل شيء حرمه الله : ضارا بنا ، بمجرده ، ضررا نلمسه بأبداننا، وحواسنا متى ما وقعنا فيه.
 
وفي الحرام ما هو محرم في حال دون حال ، وعلى شخص دون شخص ، كالذهب والحرير مثلا ، فهما محرمان على الرجال من أمة النبي صلى الله عليه وسلم ، مباحان للنساء من أمته .
ومع ذلك ، فلا نعلم أن الرجل متى لبس الذهب : أصابته حكة في جلده ، أو جاءه برص ، أو جذام ، أو جرب .. أو نحو ذلك مما يبحث عنه السائل ، من الأضرار ، لا نعلم ذلك ، ولا نطلبه ، ولا نبحث عنه ، ولا يعنينا في شيء ؛ فلا الحكم الشرعي يثبت بمثل ذلك ، إن ثبت ، ولا ينتفي بانتفائه ، إن انتفى .
 
ولا نعلم أن من يسمع الغناء والموسيقى : سوف يصيبه صمم في أذنيه ، أو عور في عينيه ، أو شلل في إحدى يديه .. لا نعلمه .. ولا يعنينا أن نعلمه.
 
كل ما يعنينا أن نعلمه ، ونبحث عنه : هو حكم الله ، وشرعه في النازلة ، والمسألة التي أمامنا.
فمتى ثبت لنا حكم الله ، لم نعارضه برأي ، ولا قياس ، ولا نتوقف في قبوله على معرفة علة ، أو حكمة ؛ بل متى ظهرت لنا الحكمة من تشريع الله ما شرع ، من حلاله ، وحرامه : فبها ونعمت . وإلا ، لم نرد حكم ربنا ، وما شرعه لنا ، لأجل جهلنا بما جهلنا من حكمته.
وهذا هو جوهر الاستسلام لرب العالمين ، وإسلام الوجه له.
 
وقال تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} الأحزاب/36 .
 
 وتأمل ذلك الأصل العظيم ، في تجربة صحابي جليل ، تقول لنا : لا تثقوا كثيرا بآرائكم ، بل متى بدا لكم أمر الشرع ، ولم يبلغه الرأي ، ولم يفهمه العقل ؛ فاتهموا هذا الرأي : أنه أخطأ ، واتهموا ذلك العقل : أنه جَهِل !!
 
وما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كره المسائل وناحية التنقيب والبحث عن الأمور وحذر المسلمين، حتى كان من قوله صلى الله عليه وسلم أن قال : 
 " ذروني ما تركتكم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بشيء به فأتوا منه ما استطعتم " 
 
وينظر أيضا للفائدة جواب السؤال رقم (171894) ورقم (169673
ورقم (222730) ورقم (152009).

=======
مختصر من موقع الإسلام سؤال وجواب

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر