حديث : إن الله تعالى يغار

الحمد لله
عَنْ أبي هريْرَةَ،رضى الله عنه ،عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: 
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ تَعَالَى، أنْ يَأْتِيَ الْمَرْءُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ" [1] 
إن الله يغار وغيرته سبحانه أن تنتهك محارمه، وفي اللفظ الآخر: ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته فهو سبحانه يغار ويغضب على من عصى وارتكب المحارم، وليس أحد أغير منه سبحانه وتعالى، فالواجب الحذر من ارتكاب المحارم  والواجب مراقبة الرب لذلك، لا تحسبن الله غافلاً عنك، أنتم بمرأى من الله ومسمع {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46] } {لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ }[الحاقة:18] {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4] {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يونس:61] 
يعلم ويرى، يعلم حالك ويرى مكانك في المعصية والطاعة، فاحذر غضب الله عليك وانتقامه منك بسبب إقدامك على محارمه {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42] قد يمهل، قال تعالى{ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ *  وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف:182-183]،  قد يمهل ويمهل ثم يؤخذ فالواجب الحذر.

وفي الحديثِ: إثباتُ صِفةِ الغَيرةِ للهِ سبحانه وتعالى، وغَيرتُه سبحانه تليقُ بجلالِه وعَظمتِه لا تُشبهُ غَيْرَةَ المخلوقِينَ 
=========
 ------------ 
من كتاب رياض الصالحين - الحديث الخامس - باب المراقبة
شرح الشيخ العلامة بن باز رحمه الله 
[1] الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5223 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر