الشعور بالحرج في طلب العفو من المظلوم
الحمد لله
حقوق العباد ومظالمهم : إما أن يتم أداؤها إليهم ، وإما أن يستسمحوا منها ويطلب منهم العفو.
فإذا لم يحصل شيء من ذلك بقي عليه الوعيد بالقصاص يوم القيامة
والاقتصاص بين الناس في ذلك اليوم يكون بالحسنات والسيئات.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ " رواه البخاري (2449).
فتوبة الظالم ونجاته من آثار ظلمه : يكون بعفو المظلوم ، أو أداء حقه إليه.
والظلم الذي صدر من الإنسان تجاه غيره أنواع:
منها : الظلم في المال:
والتوبة من هذا تكون بإرجاع المال إلى المظلوم؛ والمطلوب أن يصل المال إليه ولو بدون إعلامه.
ومنها : الظلم في البدن كالضرب:
والتوبة من هذا تكون بتمكين المظلوم من القصاص ، أو الاعتذار إليه وطلب المسامحة إن رضي بذلك وأسقط حقه ، ولا عبرة بالحرج في هذا، فكما أن الظالم كانت له جرأة في التعدي، فعليه أن تكون له الجرأة في طلب العفو، وكما أحزن المظلوم فعليه أن يزيل همّه، والحياء في هذه الحال ليس بحياء مشروع بل هو ضعف وخور وتثبيط من الشيطان، فعلى المسلم أن يستعين بالله في التحلل من مثل هذه المظلمة، ولا يعجز.
ومنها : الظلم في العرض كالغيبة والبهتان:فهذا له حالات:
الحالة الأولى: إن كانت الغيبة ونحوها قد وصلت للمظلوم وعلم قائلها؛ فلا بد من طلب عفوه ليزول ما في صدره من حزن، وليطيّب خاطره، وليصلح ذات البين.
الحالة الثانية: إن لم تكن هذه الغيبة ونحوها قد وصلت للمظلوم؛ فهو غافل عن هذه الكلمة المؤذية له، ففي هذه الحال الأَوْلى ألا يخبره بما حصل؛ ولا يحزنه، وإنما على الظالم التوبة والاستغفار والدعاء بالخير للمظلوم وذكره بين الناس بما يعلم فيه من خير.
وكذا إذا كان يظن أن الإخبار سيولد شرا، ولا ينصلح الحال؛ كأن يؤدي إلى القطيعة والتهاجر، أو الفتنة إن كانت هذه المظلمة بين امرأة ورجل، وخشيت الفتنة بينهما؛ ففي هذه الأحوال: لا يلزم أن يتواصل مع المظلوم ، الذي اغتابه ، أو سبه مباشرة ، وعليه أن يجتهد في الاستغفار له ، والدعاء له ، وذكره بالخير، في المواضع التي ذكره فيها بالشر أو الغيبة، أو الأذى .والله اعلم
^^^^^^^^^
مختصر من الإسلام سؤال وجواب