شبهة شرب النبي صلى الله عليه وسلم للنبيذ

 الحمد لله 

وقبل الإجابة على هذه الشبهة نعرف ما معنى النَّبيّذ؟  
   فالنَّبيّذ هو الماء الموضوع فيه قليل من التمر مما يجعل طعم الماء حلو المذاق وليس كما يدعي الكفرة على رسول الله و خير الأنام عليه أفضل الصلاة و السلام 
و شرب النَّبيّذ و العصير جائز بالاتفاق قبل غليانه ـ الغليان أي الاختمار 

 وذلك بدليل مشروعية هو : حديث أبى هريرة النسائي وغيره ، قال علمت أن النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ)  كان يصوم ، فتحنيت فطره بنبيذ صنعته  في دبَّاء ، ثم أتيته به ، فإذا هو ينش ( أي يغلى أي مختمر ) فقال (اضرب بهذا الحائط , فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر)[1]

 وأخرج أحمد عن ابن عمر  في العصير قال ( اشربه ما لم يأخذ شيطانه ، قيل و في كم يأخذه شيطانه ؟ قال  في ثلاث ) قلت : أي ثلاث ليال [2]
   
وأخرج مسلم وغيره من حديث ابن عباس (أنه كان ينقع للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-  الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ، ثم يأمر به  فيهرق) [3]
 
  وقد أخرج ابوداود وغيره من حديث عائشة (أنها كانت تنتبذ لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-  غدوة ، فإذا كان العِشى فتعشى ، شرب على عشائه ، وإن فضُل شيء صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل ، فإذا أصبح تغدَّى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية) [4]

   قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- (إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها , ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث أيام فامسكوا مابدا لكم , ونهيتكم عن النبيذ إلا في شقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا [5]

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عَنِ الْبِتْع (نبيذ العسل) فَقَالَ كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهْوَ حَرَامٌ ) [6]
 
وهذه الأدلة من الأحاديث النبوية والتفسيرات اللُّغوية نستنتج الآتي :

1. أن كل خمر هو نبيذ,ولكن ليس كل نبيذ هو خمر
2.   أن النَّبيذ الذي كان يشربه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-  هو عبارة عن ماء منقوع به قليلاً  من التمر وهو بمثابة العصير الذي لم يختمر ويصبح خمراً مسكراً كالخمر المتعارف عليه ومن المعروف ولا يخفى  على أحد أن الخمر ما هي عصائر مخمجة و مغليه
 
3. نرى في الأحاديث المغايرة بين النَّبذ المسكر والذي نهى عنه النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-  وبين النَّبيّذ المحلل شربه قبل غليانه  

 وبالتالي يا من يبحث عن الحق : النَّبيّذ المذكور هو نبيذ التمر أوالبلح الذي يشربونه في بعض البلدان  في رمضان قبل الإفطار وهو الذي شربه النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ  

============== 
 مختصر من موقع نبي الإسلام 
----------------
[1] النسائي- كتاب الأشربة- باب تحريم كل شراب أسكر كثيره برقم5610 
[2] المغني لابن قدامة (3/144)
[3] مسلم- كتاب الأشربة - باب إباحة النَّبيّذ الذي لم يشتد ولم يصير مسكراً برقم2004 
[4] أبو داود-كتاب الأشربة-باب في صفة النَّبيّذ برقم 3712 
[5] صحيح النسائي-كتاب الجنائز-باب زيارة القبور برقم 2032  
[6]  البخاري-كتاب الأشربة-باب الخمر من العسل وهو البتع برقم5585

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

تليين القلب الحجر