حكم قول : إلا رسول الله وسامحني يارسول الله

الحمد لله؛ وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد: 
 فإننا نعلم أن الذين أطلقوا هذه العبارة إنما أطلقوها ذبًّا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيما لجنابه وإنكارا على المسيئين إليه صلى الله عليه وسلم والمستخفِّين بجنابه الكريم ومقامه الرفيع فقد أرادوا بهذه العبارة تلك المعاني الشريفة، فهم إنما أرادوا بها خيرا ومعنى محمودا 
 
 ولكن إذا قطعنا النظر عن مراد من أطلقها فإنها لا تصح عقلا ولا شرعا، فالتقدير المناسب لهذا الاستثناء: 
 سبوا من شئتم، أو أسيئوا إلى من شئتم، ونحو ذلك، وكل ذلك محتمل إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم 
 
 ولا يخفى ما في هذا من الفساد، فحقيقة العبارة يشمل ـ وإن كان غير مراد ـ التهاون بسب كل أحد من الملائكة والأنبياء والصحابة والتابعين وسائر المؤمنين إلا الرسول صلى الله عليه وسلم 
 
 ولهذا أرى أنه لا يجوز إطلاق تلك العبارة  لما تحتمله من المعنى الباطل، ويجب أن يستغنى عنها ببعض العبارات الواضحة الدلالة؛ نحو: لا نرضى الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الاستخفاف بحقه عليه الصلاة والسلام

ومن العبارات الصادرة عن حسن نية ـ وهي خطأ ـ ما فيه توجيه الخطاب للنبي صلى عليه وسلم نحو: سامحني يارسول الله، اعذرني يا رسول الله، إلخ
   أنه خلاف هدي الصحابة والتابعين وأهل العلم، فلم يكن من عادتهم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام أوفي غيبتهم عنه توجيه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب تجنب هذه العبارات الموهمة والاستغناء عنها بالكلام الواضح البين الموافق لهدي السلف والصحابة والتابعين ومن سلك سبيلهم بإحسان  والله أعلم 

********************* 
 فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

تليين القلب الحجر