شرح حديث:كل أمتي معافى إلا المجاهرين
الحمد لله
عن ابي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( كل
أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ، ثم يصبح
وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا كذا ، وقد بات يستره ربه
ويصبح يكشف ستر الله عنه ))(1)
(( كل أمتي معافى إلا المجاهرين
)) . يعني بـ (( كل الأمة
)) أمة
الإجابة الذين استجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم
معافى :
يعني قد عافاهم الله عز وجل
إلا المجاهرين :
والمجاهرون هم الذين يجاهرون بمعصية الله عز وجل
ومن المجاهرة أن يعمل الإنسان العمل السيئ في الليل فيستره الله عليه ، وكذلك في بيته فيستره الله عليه ولا يُطلع عليه أحداً ، ولو تاب فيما بينه وبين ربه؛ لكان خيراً له ، ولكنه إذا قام في الصباح واختلط بالناس قال : عملت البارحة كذا ، وعملت كذا ، وعملت كذا ، فهذا ليس معافى ، هذا والعياذ بالله قد ستر الله عليه فأصبح يفضح نفسه
ومن المجاهرة أن يعمل الإنسان العمل السيئ في الليل فيستره الله عليه ، وكذلك في بيته فيستره الله عليه ولا يُطلع عليه أحداً ، ولو تاب فيما بينه وبين ربه؛ لكان خيراً له ، ولكنه إذا قام في الصباح واختلط بالناس قال : عملت البارحة كذا ، وعملت كذا ، وعملت كذا ، فهذا ليس معافى ، هذا والعياذ بالله قد ستر الله عليه فأصبح يفضح نفسه
وهذا الذي
يفعله بعض الناس تبجحاً واستهتاراً بعظمة الخالق ، ـ والعياذ بالله ـ فيصبحون
يتحدثون بالمعاصي متبجحين بها كأنما نالوا غنيمة ، فهؤلاء والعياذ بالله شر الناس
والحاصل
أنه ينبغي للإنسان أن يتستر بستر الله عز وجل ، وأن يحمد الله على العافية ، وأن
يتوب فيما بينه وبين ربه من المعاصي التي قام بها، وإذا تاب إلى الله وأناب إلى
الله ؛ ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله الموفق
==============
فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
مختصر من شرح رياض الصالحين - باب ستر عورات المسلمين
---------------------------
(1) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ستر المؤمن على نفسه رقم ( 6069 ) ،ومسلم ، كتاب الزهد والرقائق ، باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه ، رقم 2990