دين الله في الأرض والسماء واحد

الحمد لله
دين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام‏‏
والإسلام عبادة الله وحده لا شريك له، فهذا تدين به الملائكة في السماء والإنس والجن في الأرض، وهو دين الإسلام، ومعناه بمفهومه العام‏:‏ هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك
 
 فالإسلام دين جميع الأنبياء وأتباعهم، فكل نبي دعا قومه إلى ذلك، وكل من اتبعه على ذلك فيعتبر مسلماً، سواء من أول الخلق أو آخرهم، فهو مستسلم لله بالتوحيد ومنقاد إلى الله بالطاعة، فدين الأنبياء واحد، وشرائعهم شتى ومختلفة بسبب حاجة البشر في كل زمان ومكان، ففي الحديث‏‏ ‏(‏الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد‏)‏  وقال تعالى‏:‏{‏لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً‏} ‏[‏المائدة‏:‏48‏]‏ 
 
 فالله يشرع لكل نبي ما يناسب قومه ويناسب مصالحهم، ثم ينسخ الله لأمة أخرى بحسب مصالحها، فمن كان على دين نبي قبل أن ينسخ فهو مسلم، فعبادة الله بما شرعه لذلك النبي، ولكن بعد البعثة المحمدية صار الدين واحداً ونسخ الله ما قبله، وصار الدين المعتبر دينه عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز لأحد أن يبقى على دين من الأديان السابقة؛ لأن رسالته ودينه عليه الصلاة والسلام عام لكل الخلق، وشامل لكل زمان ولكل جيل‏
 
قال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ‏}‏ ‏.‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً‏}‏‏ 
فهو الدين الذي رضيه لعباده من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة‏ 
 
***********************
سماحة الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان
مختصر من كتاب : التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية  
----------------

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر