حكم الالتفات في الصلاة
الحمد لله
النبي صلّى الله عليه وسلّم سُئل عن الالتفات في الصَّلاة فقال:
«هو اختلاسٌ يختلسُهُ الشيطانُ مِن صلاة العبد»[1]
أي: سرقة ونهب، يختلسه الشيطان مِن صلاة العبد، ولأن الالتفات حركة لا مبرر لها، والأصل كراهة الحركات في الصَّلاة، ولأن في الالتفات إعراضاً عن الله عزّ وجل، فإذا قام الإنسان يُصلي فإنَّ اللهَ تعالى قِبَلَ وجهه
ولكن إذا كان الالتفات لحاجة فلا بأس، فمن الحاجة ما جرى للنبيِّ صلّى الله عليه وسلّم يوم حُنين حيث أرسلَ عيناً تترقَّبُ العدوَ، فكان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يُصلِّي ويلتفت نحو الشِّعْبِ الذي يأتي منه هذا العين [422] ـ والعين هو الجاسوس ـ
ولأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم أمَرَ الإنسان إذا أصابه الوسواسُ في صلاته أن يَتْفُلَ عن يساره ثلاث مرات، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم [423]، وهذا التفاتٌ لحاجة.
ومِن ذلك: لو كانت المرأة عندها صبيُّها؛ وتخشى عليه؛ فصارت تلتفت إليه؛ فإن هذا مِن الحاجة ولا بأس به، لأنه عمل يسير يحتاج إليه الإنسان
ثم اعْلَمْ أن الالتفات نوعان:
1 ـ التفات حسِّي بالبدن، وهو التفات الرأس.
2 ـ التفات معنوي بالقلب، وهو الوساوس والهواجيس التي تَرِدُ على القلب.
فالالتفات بالبدن سبق حكمُه، أما الالتفات المعنوي القلبي فهذا هو العِلَّة التي لا يخلو أحدٌ منها، وما أصعب معالجتها! وما أقل السالم منها! وهو منقص للصلاة، ويا ليته التفات جزئي! ولكنه التفات من أول الصلاة إلى آخرها
وينطبق عليه أنه اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد، بدليل أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم لما شَكَى إليه الرَّجُلُ هذه الحال قال له: «ذاك شيطان يُقال له: خِنْزَبٌ، فإن أحسست به فاتفل عن يسارِك ثلاث مَرَّات، وتعوَّذ بالله منه»[424]
=============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع- المجلد الثالث
باب صفة الصلاة
----------------------
[1] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 75خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الصفحة أو الرقم: 75خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
[423] أخرجه مسلم، كتاب السلام، باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة (2203) (68).
[424] أخرجه مسلم وهو الحديث السابق