تفسير قول لوط عليه السلام : هؤلاء بناتي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَمّا جاءَت رُسُلُنا لوطًا سيءَ بِهِم وَضاقَ بِهِم ذَرعًا وَقالَ هـذا يَومٌ عَصيبٌ [77] وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ [78] قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ [79]هود
يخبر تعالى عن قدوم الملائكة بعدما أعلموا إبراهيم بهلاكهم وفارقوه، فانطلقوا من عنده فأتوا لوطاً عليه السلام، وهم في أجمل صورة تكون على هيئة شبان حسان الوجوه، ابتلاءً من اللّه - وله الحكمة والحجة البالغة - فساءه شأنهم وضاقت نفسه بسببهم، وخشي أن يضيفهم أحد من قومه فينالهم بسوء، {وقال هذا يوم عصيب}، قال ابن عباس: شديد بلاؤه، وذلك أنه علم أنه سيدافع عنهم ويشق عليه ذلك
فخرجت امرأته فأخبرت قومها فجاءوا يهرعون إليه، وقوله: {يهرعون إليه} أي يسرعون ويهرولون من فرحهم بذلك، وقوله: {ومن قبل كانوا يعملون السيئات} أي لم يزل هذا من سجيتهم حتى أخذوا وهم على ذلك الحال
وقوله: {قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم} يرشدهم إلى نساءهم، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة، كما قال في الآية الأخرى: {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون} ، {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين} فأرشدهم إلى نسائهم وما خلق لهم ربهم منهن من الفروج ، وقال في هذه الآية الكريمة: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}
قال مجاهد: لم يكن بناته ولكن كن من أمته وكل نبي أبو أمته، وكذا روي عن قتادة وغير واحد وقوله {فاتقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي} أي اقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على نسائكم {أليس منكم رجل رشيد} أي فيه خير، يقبل ما آمره به ويترك ما أنهاه عنه {قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق} أي إنك لتعلم أن نساءنا لا أرب لنا فيهن ولا نشتهيهن {وإنك لتعلم ما نريد} أي ليس لنا غرض إلا في الذكور وأنت تعلم ذلك، فأي حاجة في تكرار القول علينا في ذلك؟
فخرجت امرأته فأخبرت قومها فجاءوا يهرعون إليه، وقوله: {يهرعون إليه} أي يسرعون ويهرولون من فرحهم بذلك، وقوله: {ومن قبل كانوا يعملون السيئات} أي لم يزل هذا من سجيتهم حتى أخذوا وهم على ذلك الحال
وقوله: {قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم} يرشدهم إلى نساءهم، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة، كما قال في الآية الأخرى:
قال مجاهد: لم يكن بناته ولكن كن من أمته وكل نبي أبو أمته، وكذا روي عن قتادة وغير واحد وقوله {فاتقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي} أي اقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على نسائكم {أليس منكم رجل رشيد} أي فيه خير، يقبل ما آمره به ويترك ما أنهاه عنه {قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق} أي إنك لتعلم أن نساءنا لا أرب لنا فيهن ولا نشتهيهن {وإنك لتعلم ما نريد} أي ليس لنا غرض إلا في الذكور وأنت تعلم ذلك، فأي حاجة في تكرار القول علينا في ذلك؟
=================
مختصر وبتصرف يسير من مختصر ابن كثير للشيخ الصابوني