حديث : بُعثت أنا والساعة كهاتين ,مع مرور مدة طويلة منذ قوله
الحمد لله
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْن ) يعني : إصبعين [1]
وجاء عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعة هكذا - ويشير بأصبعيه فيمدُّ بهما - ) [2]
أما بخصوص من يقول إن بيننا وبين ورود الحديث أكثر من ألف وأربعمائة سنة فكيف يقول الله تعالى ( اقتربت الساعة ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ) ؟ فالجواب عليه من وجوه ، أبرزها :
1- أن المعنى : أنه ليس هناك نبي آخر بعد النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو حاتم بن حبان رحمه الله:
" يُشبه أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ) أراد به : أني بُعثت أنا والساعة كالسبابة والوسطى من غير أن يكون بيننا نبي آخر لأني آخر الأنبياء وعلى أمتي تقوم الساعة"
انتهى من " صحيح ابن حبان " ( 15 / 13 )
2. أن المعنى : هو القرب الذي في علم الله تعالى وحسابه ، لا في علم البشر وحسابهم
قال الشيخ عمر الأشقر حفظه الله :
" قد يقال : كيف يكون قريباً ما مضى على الإخبار بقرب وقوعه ألف وأربعمائة عام ؟
والجواب : أنه قريب في علم الله وتقديره ، وإن كانت المقاييس البشرية تراه بعيداً
( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا . وَنَرَاهُ قَرِيبًا ) المعارج/ 6-7 "
انتهى من " القيامة الصغرى " ( ص 115 )
3. أن المعنى : أن بين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقيام الساعة شيء يسيرٌ بالنسبة لما مضى من الزمان
فالواجب على المسلمين جميعاً الإعداد للقاء الله تعالى ، سواء كان ذلك لقدوم الساعة العظمى وهي يوم القيامة ، أو للساعة الصغرى وهي موت المسلم نفسه ، فإنه من مات قامت قيامته ، ولا ينبغي لنا الاشتغال بما لا فائدة منه ولا طائل وراءه ، وليكن اهتمامنا فيما ينفعنا عند لقاء ربنا تعالى ، والموت – ولا شك – يأتي بغتة ، ولا يعرف صغيراً ولا كبيرا ولا مريضاً ولا صحيحاً ، فماذا أعددنا لتلك الساعة التي نفارق فيها دنيانا ونلقى فيها ربنا عز وجل ؟!
=======
مختصرالإسلام سؤال وجواب
----------------
[1] أخرج هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه ( 6140 )
[2] رواه البخاري ( 6138 ) ومسلم ( 2950 )