تفسير: والله خلقكم وما تعملون
الحمد لله
هذا مما قاله إبراهيم ، عليه الصلاة والسلام ، لقومه {قال أتعبدون ما تنحتون . والله خلقكم وما تعملون} أي ما تعملون من هذه الأصنام ليقيم عليهم الحجة بأنها لا تصلح آلهة ، لأنها إذا كانت مخلوقة لله - تعالى - فمن الذي يستحق العبادة المخلوق أم الخالق؟ الجواب الخالق.
وهل يستحق المخلوق أن يكون شريكاً في هذه العبادة ؟ لا . فإبراهيم ، عليه الصلاة والسلام ، أراد أن يقيم الحجة على قومه بأن ما عملوه من هذه الأصنام التي نحتوها مخلوق الله -عز وجل -فكيف يليق بهم أن يشركوا مع الله -تعالى - هذا المخلوق .
وعلى هذا فقوله :{وما تعملون} "ما" اسم موصول عائدة على قوله {ما تنحتون} هذا وجه هذه الآية . وليس فيها أنه يبرر شركهم بالله ويقول : إن عملكم مخلوق لله فأنتم بريئون من اللوم عليه, كلا لأننا لو قلنا ذلك لكان يحتج لهم ولا يحتج عليهم ، ولكن هو يحتج عليهم وليس يحتج لهم
============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ [المجلد الثاني ]