ذكر للرجال الحور العين في الجنة فما للنساء‏؟‏

س:ذكر للرجال "الحور العين" في الجنة فما للنساء‏؟‏
‏ يقول الله - تبارك وتعالى - في نعيم أهل الجنة ‏:‏ 
 ‏{‏ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ‏.‏ نزلاً من غفور رحيم‏}
‏ ويقول - تعالى - ‏:‏‏{‏وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون‏}‏ 
 
ومن المعلوم أن الزواج من أبلغ ما تشتهيه النفوس فهو حاصل في الجنة لأهل الجنة ذكوراً كانوا أم إناثاً ، فالمرأة يزوجها الله - تبارك وتعالى - في الجنة بزوجها الذي كان زوجاً لها في الدنيا كما قال الله - تبارك وتعالى - ‏:‏ ‏{‏ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم‏}‏ ‏
 
‏ٍس: إذا كانت المرأة من أهل الجنة ولم تتزوج في الدنيا أو تزوجت ولم يدخل زوجها الجنة فمن يكون لها‏؟‏ 
 الجواب يؤخذ من عموم قوله - تعالى ‏:‏ ‏{‏ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ‏.‏ نزلاً من غفور رحيم‏}‏ ومن قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الاعين وأنتم فيها خالدون‏}‏  وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة ‏:‏ إنها إذا اشتهت أن تتزوج فلا بد أن يكون لها ما تشتهيه لعموم هذه الآيات‏.‏
ولا يحضرني الآن نص خاص في هذه المسألة والعلم عند الله -تعالى-‏ 
 
س:إذا كانت المرأة لها زوجان في الدنيا فمع من تكون منهما‏؟‏ ولماذا ذكر الله الزوجات للرجال ولم يذكر الأزواج للنساء‏؟‏
إذا كانت المرأة لها زوجان في الدنيا فإنها تخير بينهما يوم القيامة في الجنة، وإذا لم تتزوج في الدنيا فإن الله - تعالى - يزوجها ما تقر به عينها في الجنة ، فالنعيم في الجنة ليس مقصوراً على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم الزواج‏ 
 
وقول السائل ‏:‏ ‏"‏إن الله تعالى ذكر الحور العين وهن زوجات ولم يذكر للنساء أزواجاً‏"‏ ‏
فنقول‏:‏ إنما ذكر الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج بل لهن أزواج من بني آدم‏
‏ 
==============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين [المجلد الثاني]

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر