الصحابي وموقف أهل السنة من الصحابة

الحمد لله
الصحابي من اجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه ولو لحظة مؤمنا ومات على ذلك 
 وموقف أهل السنة من الصحابة محبتهم والثناء عليهم بما يستحقون، وسلامة قلوبهم من البغضاء والحقد عليهم، وسلامة ألسنتهم من قول ما فيه نقص أو شتم للصحابة كما وصفهم الله بقوله: {وَالَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10] 
 
 وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده، لو انفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» [1]
 
أهل بدر:
أهل بدر هم الذين قاتلوا في غزوة بدر من المسلمين، وعددهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا والفضيلة التي حصلت لهم أن الله اطلع عليهم وقال: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» 
 ومعناه أن ما يحصل منهم من المعاصي يغفره الله بسبب الحسنة الكبيرة التي نالوها في غزوة بدر، ويتضمن هذا بشارة بأنه لن يرتد أحد منهم عن الإسلام
 
أهل بيعة الرضوان:
أهل بيعة الرضوان هم الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية على قتال قريش، وإلا يفروا حتى الموت، وسببها ما أشيع من أن عثمان قتلته قريش حين أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إليهم للمفاوضة. وسميت ببيعة الرضوان، لأن الله رضي عنهم بها، وعددهم نحو ألف وأربعمائة
 
 والفضيلة التي حصلت لهم هي:
1. رضا الله عنهم: لقوله تعالى:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} 
 [الفتح: من الآية 18]
2. سلامتهم من دخول النار: لأن صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة [2] 
 
موقف أهل السنة في الخلاف والفتن التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم:
موقفهم في ذلك أن ما جري بينهم فانه باجتهاد من الطرفين وليس عن سوء قصد، والمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، وليس ما جرى بينهم صادر عن إرادة علو ولا فساد في الأرض؛ لأن حال الصحابة رضي الله عنهم تأبى ذلك، أنهم أوفر الناس عقولا، وأقواهم إيمانا أشدهم طلبا للحق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني» 
 
وعلى هذا فطريق السلامة أن نسكت عن الخوض فيما جرى بينهم ونرد أمرهم إلى الله؛ لأن ذلك اسلم من وقوع عداوة أو حقد على أحدهم.
 
موقف أهل السنة من الآثار الواردة في الصحابة:
موقفهم إن الآثار الواردة في مساوئ بعضهم على قسمين:
الأول: صحيح لكنهم معذورون فيه؛ لأنه واقع عن اجتهاد، والمجتهد إذا أخطأ فله أجر، وإن أصاب فله أجران.
الثاني: غير صحيح أما لكونه كذبا من أصله، وأما لكونه زيد فيه أو نقص أو غُيِّر عن وجهه، وهذا القسم لا يقدح فيهم لأنه مردود. 
 
عصمة الصحابة رضي الله عنهم:
الصحابة ليسوا معصومين من الذنوب، فإنهم يمكن أن تقع منهم المعصية كما تقع من غيرهم، لكنهم اقرب الناس إلى المغفرة للأسباب الآتية:
1. تحقيق الإيمان والعمل الصالح.
2. السبق إلى الإسلام والفضيلة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون 
 3. الأعمال الجليلة التي لم تحصل لغيرهم كغزوة بدر وبيعة الرضوان.
4. شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي هم أحق الناس بها.

وعلى هذا فالذي ينكر من فعل بعضهم قليل منغمر في محاسنهم، لأنهم خير الخلق بعد الأنبياء وصفوة هذه الأمة التي هي خير الأمم، ما كان ولا يكون مثلهم 
 
=================
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من كتاب: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية  
-----------------------------
[1] [أخرجه البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ‏«لو كنت متخذا خليلا..‏.» رقم (3673) ومسلم كتاب فضائل الصحابة باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم رقم (2541) عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه] 
[2]  [أخرجه مسلم (2496) عن جابر رضي الله عنه]

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر