الفاصلة بين من هداهم الله ومن لم يهدهم
الحمد لله
قد أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم ، وتوبته على كل
مجرم ، وأخبر في آيات أخر أنه :
( لا يهدي القوم الكافرين )[1]
( لا يهدي القوم الفاسقين ) [2]
فما
الجمع بينها ؟
فيقال : قوله تعالى :
( إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون )[3]
( ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [4]
هي
الفاصلة بين من هداهم الله ومن لم يهدهم ، فمن حقت عليه كلمة العذاب - لعنادهم ،
ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية ، بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم ، ملازما غير
قابل للزوال ، ويعلم ذلك بظاهر أحوالهم وعنادهم ومكابرتهم للحقائق
فهؤلاء يطبع
الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا ، والجرم جرمهم ، فإنهم رأوا سبيل الرشد
فزهدوا فيه ، ورأوا سبيل الغي فرغبوا فيه ، واتخذوا الشياطين أولياء من دون الله
***************
سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
من كتاب تيسير
اللطيف المنان في خلاصة تفسير الأحكام
-------------------------
[1] البقرة 258
[2] المائدة 108
[3] يونس 96
[4] يونس 97