حفظ الأعمار من الضياع

الحمد لله
فإن الإنسان العاقل متى عرف أن الأيام هي رأس ماله فإنه يحرص على استغلالها والاستفادة منها؛ كيلا يضيع شيء من رأس ماله، فضياع رأس المال يعني ضياع الأرباح !
وقد احتج الله على عباده بأن مد لهم في الأعمار، يقول تعالى مخاطبا أهل النار: 
 "أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير". أي أعطيناكم أعمارا وكان متسع لأن تتذكروا وتتعظوا، فماذا قدمتم في هذه الأيام، وهذه الأعمار ؟!
 
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به"
إذن فكلنا مسؤول كيف استعمل هذه الأيام، وفي أي شيء أضاعها ؟ 
 
وفترة الشباب أهم مراحل العمر ووقت العمل والنشاط، لكن غالب الشباب يضيعونها في الفراغ وشغلها بما لا يعود بالنفع؛ وذلك لأنهم لم يعودوا أنفسهم على الاستغلال الجيد للوقت بترتيبه وحسن إدارته.
 
  آفة الشباب الرئيسية تكمن في الصحبة التي تشغلهم وتثبطهم عن معالي الأمور. فيقطعون كثيرا من الوقت في اللهو واللعب، بل وفي الغيبة والنميمة وسماع الأغاني، والنظر إلى الأشياء المحرمة. فينبغي على الشاب أن ينتقي الصحبة التي تعينه وتدفعه لما ينفعه في دينه ودنياه، قبل أن يأتي يوم: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".
نسأل الله البركة في الأعمار والأرزاق، وصحبة الصالحين .. في الدارين  
 
^^^^^^^^^
سماحة الشيخ العلامة عبد الله الجبرين رحمه الله

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر