علامات رضا الله عن عبده

الحمد لله
فإنَّ رضوان الله عن عبده لا يُعلَمُ إلا بخبرٍ منه تعالى، أو مِن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ؛ فلا يجوز أن يُحكمَ به لأحدٍ إلا بدليلٍ مِن كتابٍ أو سنَّة والعبدُ مأمورٌ بطلبِ رضوان الله بأسبابه مِن الإيمان والعمل الصَّالح، ومِن ذلك الدّعاء، فيسألُ العبدُ ربَّه رضاه، كما يسألُه الجنَّة، فيقول: أسألكَ رضاكَ والجنَّة،اللهم ارضَ عني، ويسِّر لي أسباب رضاك، وليس للعبدِ أن يسألَ ربَّه بصيغة الاستفهام ؛ فيقول: يا ربّ هل أنتَ راضٍ عني؟ فهذا مِن لغو القول ؛ لأنَّه لن ينزل عليه وحيٌ بالجواب إثباتًا أو نفيًا، فيكون حينئذٍ مِن التَّعدِّي في الدّعاء.
 
وليس لرضا الله علامات توجبُ القطع للعبد بحصوله، لكن له علامات توجبُ الرَّجاء في حصول الرضا، وهي: الاستقامةُ على فعل الأعمال الصَّالحة، واجتنابُ ما نهى الله عنه ورسوله، مع الخوف مِن الردِّ وعدم القبول، كما قال الله تعالى عن أوليائه: {وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ } [المؤمنون:60]، وجاء في تفسير هذه الآية عن عائشة -رضي الله عنها- قالت للرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: أهمُ الَّذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرقونَ؟ قالَ: 
 " لا يَا بِنْتَ الصَّديقِ، وَلكنَّهمُ الَّذينَ يَصُومُونَ وَيُصلّونَ وَيَتَصَدَّقونَ، وَهُمْ يَخَافونَ ألَّا تُقبَلَ منهم، أُوْلَٰٓئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ [المؤمنون:61] 
رواه الترمذي وغيره

ومَن كان بصفة هؤلاء الصَّالحين، وسارَ على طريقهم زادَه اللهُ هدى، ويسَّره لأعمال صالحة ترتفعُ بها درجاته، كما قال تعالى:{ وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ }[محمد:17] 
 وقال:{فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ *وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ}[الليل:5-7] والله أعلم. 
^^^^^^^^^
مختصر من فتاوى سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر