كيف يقضي المسلم ما فاته من الصلاة
الحمد لله
الواجب على من كانت عليه صلوات مفروضة أن يبادر بقضائها كما لو أداها، إن كانت جهرية قضاها جهرًا؛ كالفجر، والعشاء، والمغرب، وإن كانت سرية قضاها سرًا؛ كالظهر، والعصر، يقضيها كما يؤديها في وقتها، هذا إذا كان تركها عن نسيان، أو عن نوم، أو عن شبهة مرض يزعم أنه لا يستطيع فعلها وهو في المرض فأخرها جهلا منه، فهذا يقضيها كما كانت؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك "[1]
أما إذا كان تركها تعمدًا، ثم هداه الله وتاب فليس عليه قضاء؛ لأن تركها كفر أكبر إذا كان تعمدًا، فإذا تاب إلى الله من ذلك فليس عليه قضاء؛ لأن التوبة تمحو ما قبلها، إذا تاب العبد توبة صادقة من تركه للصلاة محا الله عنه بذلك ما ترك، وليس عليه قضاء في أصح قولي العلماء.
إنما القضاء في حق من تركها نسيانًا، أو بسبب نوم، هذا هو الذي يقضي، أما الذي يتركها تعمدًا فهذا يكفر بذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "[2]،وقال عليه الصلاة والسلام: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة "[3]
فعليه التوبة إلى الله -التوبة الصادقة النصوح- المتضمنة: الندم على ما مضى، والإقلاع من ذلك، والعزم ألا يعود لمثل ذلك؛ تعظيمًا لله سبحانه، ورغبة في ثوابه، وحذرًا من عقابه، ولا قضاء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المرتد عن الإسلام ثم تاب أن يقضي ما ترك من الصلاة، وهكذا أصحابه -رضي الله عنهم- في عهد الصديق ومن بعده لم يأمروا المرتدين بقضاء الصلوات التي تركوها، وقد قال صلى الله عليه وسلم:" الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها "وقال عليه الصلاة والسلام:" التائب من الذنب كمن لا ذنب له".والله أعلم
^^^^^^^^^
مختصر من فتاوى سماحة الشيخ العلامة بن باز رحمه الله تعالى
https://binbaz.org.sa/fatwas/3903/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%82%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%A7-%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9
https://binbaz.org.sa/fatwas/3903/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%82%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%A7-%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9
-----------
[1] متفق على صحته
[2] خرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي
[3] خرجه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. وفي الباب أحاديث أخرى تدل على ذلك
[1] متفق على صحته
[2] خرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي
[3] خرجه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. وفي الباب أحاديث أخرى تدل على ذلك