تخصيص علي بقولهم: كرم الله وجهه
الحمد لله
لا أصل لهذا التخصيص، وذلك أن الأصل في الصحابة الترضي عنهم جميعا كما قال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } وقال تعالى:{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }
لذلك اصطلح أهل السنة على الترضي عن كل صحابي يجري ذكره أو يروى عنه حديث، فيقال مثلا: عن عمر -رضي الله عنه- أو عن ابن عباس رضي الله عنهما. ولم يستعمل السلام -فيما أعلم- عند ذكر أحد منهم
مع أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم، كما قال تعالى: { فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } وعلى هذا فالترضي أفضل من السلام، قال تعالى:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ } وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى يقول لأهل الجنة: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا
لكن اصطلح العلماء على أن السلام يختص بالأنبياء؛ لقوله تعالى:{وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ }ولقوله: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ }
ولما ورد في حق علي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أنت مني بمنزلة هارون من موسى أخذه الغلاة فيه فاستعملوا في حقه قولهم: عليه السلام، أو كرم الله وجهه
ولا شك أنه أهل لذلك، لكن يشركه في هذا جميع الصحابة ومن تبعهم بإحسان
وعلى كل حال نقول: إن هذا الاصطلاح إنما حدث من الغلاة في أهل البيت ثم وجد ذلك في كتب أهل السنة، ولعله حدث من بعض النساخ الذين قلدوهم في ذلك عن حسن ظن.والله أعلم
*****************
سماحة الشيخ العلامة عبد الله الجبرين رحمه الله تعالى