هل يحرم قول ذكر الخروج من البيت لشخص ذاهب إلى معصية

س : هل يحرم  أذكار الصباح والمساء ؛  مثلا لو قالها شخص في أذكار المساء للتحصين وكان عازما على فعل المعصية في الليل ، هل يحرم كذلك ؟ قول ذكر الخروج من البيت لشخص ذاهب إلى مكان معصية ، لكنه يقولها للتحصن لا استعانة على المعصية ؟ 
 
الحمد لله  
شرعت الأذكار الشرعية صيانة للإنسان من الشيطان الرجيم ، وإتماما لنعمة ربه عليه ، فالذكر حياة القلوب ، ومن كان من أهل ذكر الله كان من أهل السعادة في الدنيا والآخرة

أما ذكر الله بقصد الاستعانة على المعصية فهو فعل محرم ، لأنه لا يستعان بالله ولا بذكره على معصيته ، وإنما يستعان بالله وبذكره على طاعته 
 
وكون الإنسان يواظب على أذكار الصباح والمساء ، وهو عازم على فعل المعصية : لا حرج عليه في هذا الذكر ، لأنه لا يذكر الله استعانة به على معصية الله ، ولا عند التلبس بالمعصية ولكنه يذكر ربه كما شرع ، ويخلط معه ما نهاه الله عنه
فقد يتوب الله تعالى على هذا العاصي ويوفقه للتوبة بسبب ذكره لله تعالى 
 
ومن خرج من بيته قاصدا فعل المعصية ، فقال ذكر الخروج لم يكن في فعله ذلك استخفاف بالذكر ولا استعانة به على معصية الله ، فليس هو داخلا في صورة النهي عن ذكر الله عند المعاصي
 
وإنما الذي يجب على مثل هذا العبد : 
 أن يهتم بحال نفسه ، وهو عازم على معصية ربه ، ولا يدري ما يختم به عمله ؟ وهل يوفق لتوبة بعد تلك المعصية ، أو يقبض عليها ، أو يحرمه الله من التوبة النصوح ، ويمده في معاصيه  فلينصح العاقل نفسه ، وليعظم مقام ربه ، أن يبارزه بمعصيته ، أو يعقد قلبه عليها وليبادر بالتوبة النصوح ، وليعزم على ترك سبيل المعاصي 

ومتى غلبته نفسه على شيء من ذلك ، فليبارد بالتوبة ، من غير تسويف ، أن يقلع عن معاصيه ويندم عليها ، ويوطن نفسه ، بعزم صادق مع رب العالمين : ألا يعود إليها، في دهره أبدا 
 
************************
مختصر من الإسلام سؤال وجواب

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر