حديث : ناوليني الخمرة من المسجد
الحمد لله
النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب}، والله قال سبحانه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ}
فاستثنى الله عابر السبيل من أهل الجنابة، والحائض كذلك ليس لها أن تجلس في المسجد، ولكن لها أن تعبر، فالعابرة لا بأس عليها أن تمر من باب إلى باب، أو تدخل لتأخذ حاجة من المسجد، إناءً أو كتاباً أو ما أشبه ذلك،
فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال لعائشة رضي الله عنها:{ ناوليني الخمرة من المسجد} والخمرة مصلى يصلي عليه من الخوص عليه الصلاة والسلام قالت: (إنها حائض) فقال لها: ((إن حيضتك ليست في يدك)) يعني أن يدك ليست بنجسة لأنها لا حيض فيها فالمعنى أنه ليس هناك مانع من دخولها لأخذ الحاجة، فلا بأس بذلك، إنما الممنوع جلوسها في المسجد، أما أن تعبر من المسجد أو تدخله لحاجة ثم ترجع من غير جلوس فلا بأس بذلك؛ للآية الكريمة والحديث المذكور، والله ولي التوفيق
*******
سماحه الشيخ العلامة بن باز رحمه الله
قلت : قوله : ( ناوليني ) أي أعطيني الخمرة ) بضم الخاء المعجمة وإسكان الميم . قال الخطابي هي السجادة التي يسجد عليها المصلي ، ويقال سميت بهذا لأنها تخمر وجه المصلي عن الأرض ، أي تستره وصرح جماعة بأنها لا تكون إلا قدر ما يضع الرجل حر وجهه في سجوده ، وقد جاء في سنن أبي داود عن ابن عباس قال : جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها فأحرقت منها موضع درهم ، فهذا تصريح بإطلاق الخمرة على ما زاد على قدر الوجه ، انتهى
تحفة الأحوذي {المباركفوري}
(المصدر)
(المصدر)