حرية الرأي ما ضوابطها في الشريعة؟
الحمد لله حرية الرأي أو حرية الكلمة كما يقال هي إطلاق العِنان للعقل واللسان، فيقول الإنسان ما يشاء من رأي وكلام، ويظهر ذلك دون مبالاة، وهذه الحرية بهذه الصورة لا يمكن أن تتحقق لأحد؛ لأنه لا بد أن يصطدم بعادات المجتمع وتقاليده، أو بحقوق الآخرين، أو بقوانين السياسة وليس في دين الإسلام ما يسمى حرية الرأي؛ لأن الإنسان في الإسلام عبدٌ لله، يجب أن يكون خاضعا لأحكامه الشرعية، امتثالا لأوامره تعالى ونواهيه، لا يتعدى حدوده، مما شرع وأباح، ولا يقرب حدوده مما نهى عنه، وكل رأي أو كلام يخالف شرع الله فحرام على المسلم أن يتقدم به، أو يتكلم به، فضلا أن يعارض به أحكام الله فمن الباطل احتجاجَ من يتكلم في الدين بغير علم، أو يتكلم بما يخالف أصول الشريعة وأحكامها، بدعوى حرية الرأي، ويزداد قبحا إذا نسب ذلك إلى الشرع، وزعم أن الشرع يسوغ له ذلك وقد بليت الأمة في هذا العصر بكثير من الكتاب والمؤلفين والصحفيين، ممن يطلق العِنان لقلمه خوضا بغير علم، وافتراء على دين الله، وإلحادا في أسماء الله وآياته، معتمدين في ذلك على تلك المقولة الباطلة: حرية الرأي، و...