كيف : يخشى الله من عباده العلماء ووجود علماء يحلون بعض المحرمات ؟
السؤال:كيف نوفق بين قوله تعالى : {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، ووجود علماء يحلون بعض المحرمات ؟
الحمد لله
أولا:العلم النافع يقود إلى الخشية، كما قال الله تعالى: {نَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
فاطر/28 فكلما زاد العلم الحقيقي زادت الخشية.
والمنتسبون للعلم أصناف:
1-فمنهم من هو عالم بالدنيا، كافر بالله تعالى، كما قال الله:{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}الروم/7
2-ومنهم من هو عالم بالشرع ، لكن انتكس وضل ، فهذا لا يخشى الله ، كما قال الله:
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}
الأعراف/175
3-ومنهم من يبيع دينه بعرض من الدنيا، فيكتم الحق، ويحرف الكلم عن مواضعه، كما قال الله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)
آل عمران/187
4-ومنهم من هو عالم بالشرع لكنه مراء، يطلب العلم ليقال عالم، فهذا بشرِّ المنازل، وهو من أول من تسعّر بهم النار، ومثل هذا بعيد عن الخشية.
وأما العالم المخلص، فإن علمه يقوده للخشية.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (6/ 482):
" (إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) : أَيْ إِنَّمَا يَخْشَاهُ حَقَّ خَشْيَتِهِ : الْعُلَمَاءُ الْعَارِفُونَ بِهِ ، لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَتِ الْمَعْرِفَةُ بِهِ أَتَمُّ ، وَالْعِلْمُ بِهِ أَكْمَلَ : كَانَتِ الْخَشْيَةُ لَهُ أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ" انتهى.
وقال السعدي رحمه الله :
" فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي"
انتهى من تفسيره ص688
ثانيا:المفاضلة بين العلماء في درجة العلم ليست سهلة، فإن ذلك لا يكون إلا لأمثالهم من العلماء، وأما العوام فقد يغترون بفصاحة الإنسان ، وحسن حديثه ، أو جمال عرضه ، أو لكونه ينتقي ما يلفت انتباههم، أو لكونه يظهر على الشاشات
والحاصل :أن أهل العلم الحقيقي النافع : هم أهل الخشية .
وقد يوجد من هو معدود في العلماء ظاهرا ، وهو أخبث الناس طوية، وأعظمهم جرأة على محارم الله تعالى، ولهذا تراه يوالي الكفار، أو يحل الربا، أو يدافع عن الظلمة، ويحرف الدين.
فلا ينبغي الاغترار بكل من ينتسب إلى العلم
وإذا عرف العالم بالتساهل في الفتيا، والبحث عن الرخص، فإنه يجتنب
***********
مختصر من الإسلام سؤال وجواب