حديث: لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم
"لولا أنكم تُذْنِبونَ ، لَخلَقَ اللهُ خلقًا يُذْنِبونَ ، فيغْفِرُ لهم "[1]
الحمد لله
الحديث معناه ظاهر أن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يستغفروه وأن يغفر لهم ليظهر بذلك فضله سبحانه وآثار صفته الغفار والغفور وهذا كما في قوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر53]
الحديث يدل على مسألتين عظيمتين:
أولا : أن الله سبحانه وتعالى عفو يحب العفو، غفور يحب المغفرة.
ثانيا : فيه بشارة للتائبين بقبول توبتهم ومغفرة ذنوبهم وألا يقنطوا من رحمة الله ويبقوا على معاصيهم ويصروا عليها، بل عليهم أن يتوبوا ويستغفروا الله سبحانه، لأن الله فتح لهم باب الاستغفار وباب التوبة
أولا : أن الله سبحانه وتعالى عفو يحب العفو، غفور يحب المغفرة.
ثانيا : فيه بشارة للتائبين بقبول توبتهم ومغفرة ذنوبهم وألا يقنطوا من رحمة الله ويبقوا على معاصيهم ويصروا عليها، بل عليهم أن يتوبوا ويستغفروا الله سبحانه، لأن الله فتح لهم باب الاستغفار وباب التوبة
ثم في الحديث أيضًا - كسر العجب من الإنسان، وأن الإنسان لا يعجب بنفسه وبعمله؛ لأنه محل للخطأ ومحل للزلل ومحل للنقص، فعليه أن يبادر بالتوبة والاستغفار من تقصيره ومن خطئه ومن زَلَله، ولا يظن أنه استكمل العبادة أو أنه ليس بحاجة إلى الاستغفار، فهذا فيه الحث على الاستغفار، وأن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يستغفروه ويتوبوا إليه
وفي الحديث "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"[2]
وليس معناه أن الله يحب من عباده أن يذنبوا أو يحب المعاصي، فالله سبحانه وتعالى لا يحب الكفر ولا يرضاه ولا يحب المعاصي، ولكنه يحب من عباده إذا أذنبوا وعصوا أن يتوبوا إليه سبحانه وتعالى وأن يستغفروه
**************
سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
----------------
[1] الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 5329 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه مسلم (2748)
[2] رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه