سبب تقديم قوله تعالى (لم يلد) على قوله (لم يولد)
الحمد لله
سبب تقديم قوله تعالى: {لم يلد} على قوله: {لم يولد}، فإن السبب كما يذكر الإمام الرازي:
" لم قدم قوله: {لم يلد} على قوله: {ولم يولد} مع أن في الشاهد يكون أولًا مولودًا، ثم يكون والدًا؟
الجواب: إنما وقعت البداءة بأنه لم يلد، لأنهم ادعوا أن له ولدا، وذلك لأن مشركي العرب قالوا: الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله ولم يدع أحد أن له والدا ؛ فلهذا السبب بدأ بالأهم ، فقال: {لم يلد} ، ثم أشار إلى الحجة فقال: {ولم يولد} ؛ كأنه قيل: الدليل على امتناع "الولدية" : اتفاقُنا على أنه ما كان ولدًا لغيره "
انتهى من "تفسير الرازي" (32/ 364).
وقال ابن عاشور: " وجملة ( لم يولد ) : عطف على جملة ( لم يلد ) ، أي ولم يلده غيره .
وهي بمنزلة الاحتراس ، سدا لتجويز أن يكون له والد، فأردف نفي الولد بنفي الوالد.
وإنما قدم نفي الولد لأنه أهم ، إذ قد نُسب الولد إلى الله تعالى ، ولم ينسبوا إلى الله والدا "
انتهى من "التحرير والتنوير"(30/ 618)
***************
موقع الإسلام سؤال وجواب