الأعمال الخالدة بعد الموت

الحمد لله  

 أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: 
 ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
 
 في هذا الحديث العظيم يخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم  بأن أموراً ثلاثة لا تنقطع بالموت وإنما يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد موته ... نعم إن الموت تنقطع به الأعمال لكن هذه الأمور الثلاثة لا تنقطع بالموت 
 
صدقة جارية 
والصدقة الجارية هي الوقف والسبيل في أمور الخير فما وقفه المسلم لله تعالى فهو من الصدقة الجارية التي يستمر ثوابها له بعد مماته ، كعمارة المساجد، والأوقاف التي تسبل وتوقف للفقراء والمحتاجين والمعوزين ونحو ذلك من الأوقاف في أمور الخير
 والوقف  هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة فلا يباع ولا يورث ولا يوهب وهو من أفضل القرب إذا كان في أمور الخير ويكفي في بيان فضله أن ثوابه يستمر للإنسان بعد مماته 
 
 علم ينتفع به 
 والمراد بهذا العلم : العلم المستمد من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكون توريثه بالتعليم والتأليف والنشر ونحو ذلك 
وها نحن نذكر علماء ماتوا من مئات السنين ونترحم عليهم وندعو لهم هذا هو العلم النافع الذي يبقى للإنسان بعد وفاته وكلما كان العلم أكثر نفعاً وأوسع انتشاراً كلما كان أعظم ثواباً وأجرا 
  
 دعاء الولد الصالح 
وهنا نقف وقفة مع هذا الأمر: كيف اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم عملا للإنسان وكسباً مع أن الدعاء من عمل شخص آخر وهو الولد ؟  
 قال أهل العلم: أن الولد يعتبر من كسب الإنسان  ,لذلك ينبغي بعد ما يرزقه بالولد أن يسعى في إصلاحه وتربيته وذلك ببذل أسباب الهداية وسؤال الله تعالى أن يهديه هداية الإلهام والتوفيق 
 
وكل الناس يتمنون أن يكون لهم آثار من أعمال صالحة يجري ثوابها لهم بعد مماتهم ولكن بعض الناس يؤتى من جهة التفريط والإمهال وطول الأمل حتى يبغته الموت فلا يستطيع حينئذ أن يقدم ما كان يتمناه 
اللهم وفقنا للعمل الصالح يا رب العالمين 

****************
فضيلة الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر