حكم الذبح لغير الله ,وهل يجوز الأكل من تلك الذبيحة
الحمد لله
الذبح لغير الله شرك أكبر لأن الذبح عبادة كما أمر الله به في قوله : {فصل لربك وانحر} . وقوله سبحانه : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }162-163الأنعام
سواء ذبح ذلك لملك من الملائكة ، أو لرسول من الرسل ، أو لنبي من الأنبياء، أو لخليفة من الخلفاء ، أو لولي من الأولياء ، أو لعالم من العلماء ، فكل ذلك شرك بالله عز وجل , ومخرج عن الملة
والواجب على المرء أن يتقي الله في نفسه ، وأن لا يوقع نفسه في ذلك الشرك الذي قال الله فيه: { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }72المائدة
وأما الأكل من لحوم هذه الذبائح فإنه محرم لأنها أهل لغير الله بها
وكل شيء أهل لغيرالله به أو ذبح على النصب فإنه محرم كما ذكر الله ذلك في سورة المائدة في قوله تعالى
وكل شيء أهل لغيرالله به أو ذبح على النصب فإنه محرم كما ذكر الله ذلك في سورة المائدة في قوله تعالى
فهذه الذبائح التي ذبحت لغير الله من قسم المحرمات لا يحل أكلها
أن توحيد العبادة هو إفراد الله - سبحانه وتعالى - بالعبادة بأن لا يتعبد أحد لغير الله -تعالى -بشيء من أنواع العبادة ، ومن المعلوم أن الذبح قربة يتقرب بها الإنسان إلى ربه لأن الله -تعالى- أمر به في قوله: {فصل لربك وانحر} وكل قربة فهي عبادة
فإذا ذبح الإنسان شيئاً لغير الله تعظيماً له ، وتذللاً ، وتقرباً إليه كما يتقرب بذلك ويعظم ربه -عز وجل - كان مشركاً بالله-عز وجل- وإذا كان مشركاً فإن الله -تعالى قد بين أنه حرم على المشرك الجنة ومأواه النار
فإذا ذبح الإنسان شيئاً لغير الله تعظيماً له ، وتذللاً ، وتقرباً إليه كما يتقرب بذلك ويعظم ربه -عز وجل - كان مشركاً بالله-عز وجل- وإذا كان مشركاً فإن الله -تعالى قد بين أنه حرم على المشرك الجنة ومأواه النار
وبناء على ذلك نقول : إن ما يفعله بعض الناس من الذبح للقبور - قبور الذين يزعمون بأنهم أولياء - شرك مخرج عن الملة ، ونصيحتنا لهؤلاء أن يتوبوا إلى الله - عز وجل- مما صنعوا
وإذا تابوا إلى الله وجعلوا الذبح لله وحده كما يجعلون الصلاة والصيام لله وحده ، فإنه يغفر لهم ما سبق كما قال الله -تعالى -{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ }38الأنفال
بل إن الله تعالى - يعطيهم فوق ذلك فيبدل الله سيئاتهم حسنات
وإذا تابوا إلى الله وجعلوا الذبح لله وحده كما يجعلون الصلاة والصيام لله وحده ، فإنه يغفر لهم ما سبق كما قال الله -تعالى -
بل إن الله تعالى - يعطيهم فوق ذلك فيبدل الله سيئاتهم حسنات
******************
فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى