حكم سب الدهر
الحمد لله
السبّ: الشتم، والتقبيح، والذم، وما أشبه ذلك
الدَّهر: هو الزمان والوقت
وسب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللّوم
فهذا جائز، مثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده، وما أشبه ذلك؛ لأن الأعمال بالنيات، ومثل هذا اللفظ صالح لمجرد الخبر، ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام: {هذا يوم عصيب} [هود: 77]
الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل
كأن يعتقد بسبِّه الدهر أن الدهر هو الذي يُقلِّب الأمور إلى الخير والشر؛ فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً؛ لأنه نسب الحوادث إلى غير الله، وكل من اعتقد أن مع الله خالقاً؛ فهو كافر، كما أن من اعتقد أن مع الله إلهاً يستحق أن يُعبَد؛ فإنه كافر
الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاد أنه هو الفاعل
بل يعتقد أن الله هو الفاعل، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده؛ فهذا محرم، ولا يصل إلى درجة الشرك، وهو من السَّفه في العقل والضلال في الدين؛ لأن حقيقة سبِّه تعود إلى الله - سبحانه
لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر ويكون فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلاً، وليس هذا السبب يُكفِّر؛ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة.
لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر ويكون فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلاً، وليس هذا السبب يُكفِّر؛ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة.
ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني ( مما يكرهه ) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟
إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر .
والله المستعان
==========
إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر .
والله المستعان
==========
فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى