حكم كلمة { لو }
الحمد لله
(لو) تستعمل على عدة أوجه:
أن تستعمل في الاعتراض على الشرع
وهذا محرم، قال تعالى: {لو أطاعونا ما قتلوا} 168آلعمران , في غزوة أحد حينما تخلف أثناء الطريق عبد الله بن أبي في نحو ثلث الجيش، فلما استشهد من المسلمين سبعون رجلا اعترض المنافقون على تشريع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقالوا: لو أطاعونا ورجعوا كما رجعنا ما قتلوا، فرأينا خير من شرع محمد، وهذا محرم يصل إلى الكفر
وهذا محرم، قال تعالى:
أن تستعمل في الاعتراض على القدر
وهذا محرم أيضا، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزي لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} [آل عمران:156] أي: لو أنهم بقوا ما قتلوا، فهم يعترضون على قدر الله
وهذا محرم أيضا، قال الله تعالى:
أن تستعمل للندم والتحسر
وهذا محرم أيضا، لأن كل شيء يفتح الندم عليك فإنه منهي عنه، لأن الندم يكسب النفس حزنا وانقباضا، والله يريد منا أن نكون في انشراح وانبساط
قال ـ صلى الله عليه وسلم ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان))
وهذا محرم أيضا، لأن كل شيء يفتح الندم عليك فإنه منهي عنه، لأن الندم يكسب النفس حزنا وانقباضا، والله يريد منا أن نكون في انشراح وانبساط
قال ـ صلى الله عليه وسلم (
مثال ذلك: رجل حرص أن يشتري شيئا يظن أن فيه ربحا فخسر، فقال: لو أني ما اشتريته ما حصل لي من خسارة، فهذا ندم وتحسر، ويقع كثيرا، وقد نهي عنه
أن تستعمل في الاحتجاج بالقدر على المعصية
كقول المشركين:{لو شاء الله ما أشركنا} [الأنعام: 148] وقولهم:{لو شاء الرحمن ما عبدناهم} [الزخرف: 20] وهذا باطل
كقول المشركين:
أن تستعمل في التمني
وحكمه حسب المتمني: إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، وفي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قصة النفر الأربعة قال أحدهم (لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان) فهذ تمني خيرا، وقال الثاني: (لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان)، فهذا تمني شرا
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأول (فهو بنيته، فأجرهما سواء)، وقال في الثاني:(فهو بنيته فوزرهما سواء) [1]
وحكمه حسب المتمني: إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، وفي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قصة النفر الأربعة قال أحدهم (لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان) فهذ تمني خيرا، وقال الثاني: (لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان)، فهذا تمني شرا
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأول (فهو بنيته، فأجرهما سواء)، وقال في الثاني:
أن تستعمل في الخبر المحض
وهذا جائز، مثل: لو حضرت الدرس لاستفدت
***************
***************
فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
http://www.al-eman.com/library/book/book-display.htm?id=187&indexId=94412&showContent=true#s1
http://www.al-eman.com/library/book/book-display.htm?id=187&indexId=94412&showContent=true#s1
----------------------
[1] [الإمام أحمد (4/230،231)
[1] [الإمام أحمد (4/230،231)