ملعونون ولا يعلمون

الحمد لله
بعض المسلمين يرتكبون ألواناً وأصنافاً وأنواعاً من الأعمال التي توجب الطرد والإقصاء والإبعاد عن رحمة الله عز وجل دون أن يشعروا
واللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله على سبيل السخط, وذلك من الله في الآخرة عقوبة, وفي الدنيا انقطاع من القبول والتوفيق
 
* قال تعالى فيمن قتل النفس 
 {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً } 
 
* وقال عن الذين يؤذون الله ورسوله والمؤمنين 
{إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً}
 ومن ألوان الأذى الذي يتهاون فيه بعض الكتاب : التطاول على شرع الله عز وجل ، بالزعم أن في الشريعة أموراً كلها تعقيد لا حاجة لها والبعض يدعي أن في الشريعة أموراً لا بد من معالجتها من جديد وفات هؤلاء أن ذلك استدراك على الله , فحقيقة هذا الطرح ؛ أن الله فرط في هذا ولم يتمه
 
* وقال سبحانه عمن يقذفون المؤمنين والمؤمنات بالفاحشة, ويتكلمون في أعراض المؤمنين والمؤمنات في مجالسهم واستراحاتهم
 أولئك أيضاً ممن يتقلبون في هذا اللعن وفي هذا الطرد وهذا الإبعاد , يشعرون أو لا يشعرون 
 { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا وفي الآخرة } 
 
* وأخبر صلى الله عليه وسلم عن طائفة لعنوا واستحقوا اللعنة بسبب فساد عقائدهم أو لسوء أعمالهم .قال صلى الله عليه وسلم فيمن ذبح لغير الله 
"لعن الله من ذبح لغير الله"
 
* ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من لعن والديه,  قال صلى الله عليه وسلم, في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"لعن الله من لعن والديه" 
وفي حديث آخر عند البخاري تعجب الصحابة من هذا فقالوا: يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال:"يسب أبا الرجل فيسب أباه, ويسب أمه فيسب أمه 
 
* وبلية أخرى تهاون بها الناس, وأصبحوا يحتسونها ويأكلونها ويطعمونها ويلبسونها ويركبونها, ألا وهي الرشوة يسمونها بغير اسمها :إكرامية , وما دروا أنها لعنة وسخط, قال صلى الله عليه وسلم
"لعنة الله على الراشي والمرتشي"
 
* ولعن الله الذين يغيرون خلق الله, يدخل في هذا الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة, فعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال:
" لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله "
 
* وطائفة أخرى يتقلبون في هذه اللعنات صباح مساء, ولا يشعرون أنهم لا يرفعون كأساً ولا يحتسون جرعةً إلا ومعها لعن مستمر, أولئكم الذين يتعاطون الخمر ملعونون, كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس ابن مالك رضي الله عنه :
 لعن رسول الله صلى الله وسلم في الخمر عشرة : عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها ـ حتى الذي يسقيهم ولو لم يشرب معهم هو ملعون معهم أيضاً ـ وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له
 
 * ومن الذين يتساهلون في تصرفات يحسبونها هينة وهي توجب لعناً علموا أو لم يعلموا به, أولئكم الذين يبالغون في المزاح فيما بينهم إلى حد يصل بأحدهم أن يشير بالسلاح إلى أخيه المسلم, أو أهل بيته,وذلك من مجلبة اللعنة, قال صلى الله عليه وسلم:
"من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه
 
* ومما جلب على الناس الشؤم والضنك والشقاء بأصنافه وألوانه ومحق البركات وتتابع اللعنات: أكل الربا ، فقد تهاون به الناس
 فهذا ملعون في الدنيا ، ملعون في الآخرة قصي طريد بعيد عن الله عز وجل 
 لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال:" هم سواء"
 
* ومن الذين يلعنون اللذين يتطاولون أو يعبثون أو يخادعون في حدود الله عز وجل , ذلكم هو التيس الملعون المستعار وهو المحلل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"لعن الله المحلِّلَ والمحلَّل له"
 فمن دخل في هذا فاعلاً أو مفعولاً لأجله, فإنه ملعون
 
* ومن أعظم وأشنع ألوان السب واللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله: ذلكم التطاول الذي يقع من خلق ليس بقليل في هذا الزمان, ممن يلعنون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضباً شديداً وقال:
"لعن الله من سب أصحابي"
 
*************
مختصر من مقالات فضيلة الشيخ د. سعد البريك  

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر