حديث : أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟
عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا
قوله (رديف) بمعنى رادف؛ أي: راكب معه خلفه؛ قوله (وما حق العباد على الله؟)، أي: ما يجب أن يعاملهم به، والعباد لم يوجبوا شيئًا، بل الله أوجبه على نفسه فضلًا منه على عباده، قال تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} [الأنعام: 54]
فأوجب سبحانه على نفسه أن يرحم من عمل سوءًا بجهالة؛ أي: بسفه وعدم حسن تصرف ثم تاب من بعد ذلك وأصلح.ومعنى كتب؛ أي: أوجب
قوله (قلت: الله ورسوله أعلم) والمعنى: أعلم من غيرهما، وأعلم مني أيضًا
قوله: (يعبدوه)، أي: يتذللوا له بالطاعة
قوله: (ولا يشركوا به شيئًا)، أي: في عبادته وما يختص به، وشيئًا نكرة في سياق النفي؛ فتعم كل شيء لا رسولًا ولا ملكًا ولا وليًّا ولا غيرهم
وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا. قلت: يا رسول الله! أفلا أبشر الناس؟ قال: «لا تبشرهم فيتكلوا». أخرجاه في (الصحيحين)
وقوله: «وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا»، وهذا الحق تفضل الله به على عباده، ولم يوجبه عليه أحد، ولا تظن أن قوله: (من لا يشرك به شيئًا) أنه مجرد عن العبادة؛ لأن التقدير: من يعبده ولا يشرك به شيئًا، ولم يذكر قوله: (من يعبده)؛ لأنه مفهوم من قوله: (وحق العباد)، ومن كان وصفه العبودية؛ فلابد أن يكون عابدًا
ومن لم يعبد الله ولم يشرك به شيئًا؛ هل يعذب؟
الجواب: نعم، يعذب؛ لأن الكلام فيه حذف، وتقديره: من يعبده ولا يشرك به شيئًا، ويدل لهذا أمران:
الأول: قوله: (حق العباد)، ومن كان وصفه العبودية؛ فلابد أن يكون عابدًا
الثاني: أن هذا في مقابل قوله فيما تقدم: (أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا)؛ فعلم أن المراد بقوله: (لا يشركوا به شيئًا)؛ أي: في العبادة.والبشارة: هي الإخبار بما يسر.
وقد تستعمل في الإخبار بما يضر، ومنه قوله تعالى: {فبشرهم بعذاب أليم} [الانشقاق: 24]،
لكن الأكثر الأول
قوله: (لا تبشرهم)، أي: لا تخبرهم، ولا ناهية
ومعنى الحديث أن الله لا يعذب من لا يشرك به شيئًا، وأن المعاصي تكون مغفورة بتحقيق التوحيد، ونهى عن إخبارهم؛ لئلا يعتمدوا على هذه البشرى دون تحقيق مقتضاها؛ لأن تحقيق التوحيد يستلزم اجتناب المعاصي؛ لأن المعاصي صادرة عن الهوى، وهذا نوع من الشرك، قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الجاثية: 23]
ومناسبة الحديث للترجمة: فضيلة التوحيد، وأنه مانع من عذاب الله
فأوجب سبحانه على نفسه أن يرحم من عمل سوءًا بجهالة؛ أي: بسفه وعدم حسن تصرف ثم تاب من بعد ذلك وأصلح.ومعنى كتب؛ أي: أوجب
قوله (قلت: الله ورسوله أعلم) والمعنى: أعلم من غيرهما، وأعلم مني أيضًا
قوله: (يعبدوه)، أي: يتذللوا له بالطاعة
قوله: (ولا يشركوا به شيئًا)، أي: في عبادته وما يختص به، وشيئًا نكرة في سياق النفي؛ فتعم كل شيء لا رسولًا ولا ملكًا ولا وليًّا ولا غيرهم
وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا. قلت: يا رسول الله! أفلا أبشر الناس؟ قال: «لا تبشرهم فيتكلوا». أخرجاه في (الصحيحين)
وقوله: «وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا»، وهذا الحق تفضل الله به على عباده، ولم يوجبه عليه أحد، ولا تظن أن قوله: (من لا يشرك به شيئًا) أنه مجرد عن العبادة؛ لأن التقدير: من يعبده ولا يشرك به شيئًا، ولم يذكر قوله: (من يعبده)؛ لأنه مفهوم من قوله: (وحق العباد)، ومن كان وصفه العبودية؛ فلابد أن يكون عابدًا
ومن لم يعبد الله ولم يشرك به شيئًا؛ هل يعذب؟
الجواب: نعم، يعذب؛ لأن الكلام فيه حذف، وتقديره: من يعبده ولا يشرك به شيئًا، ويدل لهذا أمران:
الأول: قوله: (حق العباد)، ومن كان وصفه العبودية؛ فلابد أن يكون عابدًا
الثاني: أن هذا في مقابل قوله فيما تقدم: (أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا)؛ فعلم أن المراد بقوله: (لا يشركوا به شيئًا)؛ أي: في العبادة.والبشارة: هي الإخبار بما يسر.
وقد تستعمل في الإخبار بما يضر، ومنه قوله تعالى: {فبشرهم بعذاب أليم} [الانشقاق: 24]،
لكن الأكثر الأول
قوله: (لا تبشرهم)، أي: لا تخبرهم، ولا ناهية
ومعنى الحديث أن الله لا يعذب من لا يشرك به شيئًا، وأن المعاصي تكون مغفورة بتحقيق التوحيد، ونهى عن إخبارهم؛ لئلا يعتمدوا على هذه البشرى دون تحقيق مقتضاها؛ لأن تحقيق التوحيد يستلزم اجتناب المعاصي؛ لأن المعاصي صادرة عن الهوى، وهذا نوع من الشرك، قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الجاثية: 23]
ومناسبة الحديث للترجمة: فضيلة التوحيد، وأنه مانع من عذاب الله
==============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى