التوسل إلى الله بجاه الأنبياء والأولياء والصالحين

الحمد لله
ننظر، الوسيلة أو التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بجاه الأولياء والأنبياء والصالحين هل جاء في الشرع أنها وسيلة؟ الجواب: لا.فإنني لا أعلم أبداً أن التوسل بالجاه أمر مشروع، فهل يكون الجاه وسيلة بحسب الواقع؟ الجواب: لا؛ لأن الجاه عند الله إنما ينتفع به من له جاه فقط، أما غيره فأي نفع له؟ فإذا كان هذا الرجل له جاه عند الله سبحانه وتعالى فالذي ينتفع بهذا الجاه هو نفس الرجل، أما أنا فأي نفع لي بجاهه هو، لذلك ليس الجاه وسيلة بحسب الواقع أيضاً، فإذا لم يكن الجاه وسيلة لا بحسب الشرع ولا بحسب الواقع فلا يجب أن يتخذ وسيلة 

 
 وعلى هذا فيحرم على الإنسان أن يقول اللهم إني أسألك بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه فلان أو فلان ممن يزعمونه أولياء لأن ذلك ليس سبباً شرعياً ولا سبباً واقعياً، وإذا كان ليس سبباً شرعياً ولا واقعياً فإن إثبات كونه سبباً نوع من الإشراك بالله عز وجل 

 
  وبدلاً من أن يقول أسألك بجاه النبي أو بجاه الولي يقول: اللهم إني أسألك برحمتك، أسألك بفضلك، أسألك بإحسانك. هذا أفضل؛ لأن فضل الله وإحسانه ورحمته أشمل وأعم وأنفع للإنسان من جاه رجل عند الله عز وجل. فكونك تسأل بفضل الله ورحمته وما أشبه ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى التي تتوسل بها إليه فهذا أفضل بلا شك وأنفع للنفس وأقرب إلى الإجابة  
 
^^^^^^^^^^^^
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
مختصر من فتاوى نور على الدرب

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر