حكم التوسل والإستعانة بالصالحين
الحمد لله
الحي الحاضر لا بأس أن يسأل أن يشفع للسائل، هذا لا بأس به، سؤال الأحياء أن يشفعوا لك
تقول: يا أخي ادع الله لي، لا بأس، كما كان الصحابة يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم
- وكما كان الصحابة أيضاً فيما بينهم كل هذا لا بأس به
أما سؤال الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم هذا شرك أكبر،
هذا عمل الجاهلية هذا عمل قريش في جاهليتها، عبادة غير الله
التي قال فيها جل وعلا، {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ومن دعا الأنبياء أو دعا نبينا محمد -
صلى الله عليه وسلم – بعد الموت، أو استغاث بالصديق أو بعمر أو بعثمان أو بعلي أو
بغيرهم فقد اتخذهم آلهة، جعلهم آلهة مع الله، قال الله جل وعلا: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا
يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } سماه شرك
وقال سبحانه وتعالى {
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا
يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ
وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ
كَافِرِينَ}
فأخبر سبحانه وتعالى أنه لا أضل من هؤلاء،
دعاة غير الله
فالمقصود أن الواجب على المؤمن أن يحذر دعاء الأموات، أو الغائبين
كالملائكة والجن هذا شرك أكبر، قال جل وعلا:{ وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ
كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ
كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ}
وقال جل وعلا {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ
الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}
(فالواجب الحذر فلا يسأل الأموات ولا الغائبين من الملائكة وغيرهم، يسأل الله وحده، يسأل الله، يستعين
بالله، يستغيث بالله، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ
تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}وقال تعالى : {
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وقال جل
وعلا:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} وقال تعالى{
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}وقال
تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي – يعني
ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} وقال تعالى{ إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}
وقال
صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فاسأل الله
وإذا استعنت فاستعن بالله)، وقال صلى الله عليه وسلم (لعن الله من ذبح لغير الله)، فهذه أمورٌ عظيمة خطيرة،
والجلوس عند القبور يدعو ربه عند القبور؛ هذه وسيلة للشرك،ما يجوز،أما إذا دعا المقبور واستغاث به هذا
الشرك الأكبر، هذا الذنب الذي لا يغفر إلا بالتوبة
فالواجب الحذر،من هذه الشركيات وعدم الالتفات من دعاة الشرك من علماء السوء وقادة
السوء نسأل الله العافية والسلامة
*****************
سماحة الشيخ العلامة بن باز رحمه الله تعالى