القدر ليس حجة للعاصي على فعل المعصية
الحمد لله
أفعال العباد كلها من طاعات ومعاصي كلها مخلوقة لله كما سبق، ولكن ليس ذلك حجة للعاصي على فعل المعصية، وذلك لأدلة كثيرة منها:
1- أن الله أضاف عمل العبد إليه وجعله كسبًا له فقال: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}
ولو لم يكن له اختيار في الفعل وقدرة عليه ما نسب إليه
2- أن الله أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع؛ لقوله تعالى:
{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
ولو كان مجبورًا على العمل ما كان مستطيعًا على الفعل، أو الكف؛ لأن المجبور لا يستطيع التخلص
3- أن كل واحد يعلم الفرق بين العمل الاختياري والإجباري، وأن الأول يستطيع التخلص منه
4- أن العاصي قبل أن يقدم على المعصية لا يدري ما قدر له، وهو باستطاعته أن يفعل أو يترك، فكيف يسلك الطريق الخطأ ويحتج بالقدر المجهول؟! أليس من الأحرى أن يسلك الطريق الصحيح ويقول: هذا ما قدر لي؟!
5- أن الله أخبر أنه أرسل الرسل لقطع الحجة:{لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل}
ولو كان القدر حجة للعاصي لم تنقطع بإرسال الرسل
^^^^^^^^^^^^
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد