إهداء ثواب الصلاة للميت

الحمد لله
نعم، يجوز للإنسان أن يتصدق عن والده أو والدته أو أقاربه أو غير هؤلاء من المسلمين، ولا فرق بين الصدقات والصلوات والصيام والحج وغيرها، ولكن السؤال الذي ينبغي أن نقوله: 
هل هذا من الأمور المشروعة أو من الأمور الجائزة غير المشروعة؟ 
 نقول: إن هذا من الأمور الجائزة غير المشروعة، وأن المشروع في حق الولد أن يدعو لوالده دعاءً ,إلا في الأمور المفروضة، فإنه يؤدي عن والديه ما افترض الله عليه ولم يؤده، كما لو مات وعليه صيام، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: 
 «من مات وعليه صيام صام عنه وليه» 
 
 ولا فرق في ذلك بين أن يكون الصيام صيام فرض كصيام رمضان أو صيام النذر، فهنا نقول: إن إهداء القرب أو ثوابها إلى الأقارب ليس من الأمور المشروعة، بل هو من الأمور الجائزة، والمشهور هو الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به من بعده، أو ولد صالح يدعو له»
 فقال: أو ولد صالح يدعو له. ولم يقل أو ولد صالح يصلي له، أو يصوم له، أو يتصدق عنه فدل هذا على أن أفضل ما نحله الولد لأبيه أو أمه بعد الموت هو الدعاء
 
 فإذا قال قائل: إننا لا نستطيع أن نفهم أن يكون هذا الشيء جائزاً وليس بمشروع، وكيف يمكن أن نقول أنه جائز وليس بمشروع؟ نقول: نعم، إنه جائز وليس بمشروع؛ جائز لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن فيه؛ فإن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم. 
 وكذلك سعد بن عبادة رضي الله عنه حيث جعل لأمه نخلة صدقة لها، فأقره صلى الله عليه وسلم على ذلك ولكن  لم يأمر أمته بهذا أمراً يكون تشريعاً لهم، بل أذن لمن استأذنه أن يفعل هذا.
فتبين بهذا أن من الأفعال ما يكون جائزاً فعله ولكنه ليس بمشروع؛ بمعنى أن الإنسان إذا فعله لا ينكر عليه، ولكنه لا يطلب منه أن يفعله 
 
******************
 فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر