تفسير: والذين يرمون المحصنات

ما معنى قوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون}[النور4]؟  
الحمد لله
 فإن الله تبارك وتعالى يأمر أن يُجلد الذين يرمون المحصنات، ومعنى يرمونهن؛ أي: يقذفونهن بالزنا، فيقولون: هذه المرأة زانية. وما أشبه ذلك. والمحصنة هي المرأة الحرة العفيفة عن الزنا، فإذا قذفها الإنسان بالزنا فإنه يكون بذلك مدنساً لعرضها مفترياً عليها 
 
وحينئذٍ يجلد ثمانين جلدة -مع أنه قد يكون صادقاً- لأنه إذا لم يأت بأربعة شهداء فهو كاذب عند الله كما قال الله تعالى: 
 {لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} 
 
 وفي الآية الكريمة رتب الله سبحانه وتعالى على القذف ثلاثة أمور: 
 { فاجلدوهم ثمانين جلدة} , {ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً} ، { فأولئك هم الفاسقون}  
فهم يُجلدون ثمانين جلدة حد القذف، ولا تقبل شهادتهم بعد ذلك أبداً على أي شيء، وهم فاسقون يحكم بفسقهم ولا يتولون أمراً يشترط فيه العدالة 
 
 إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإنهم يزول عنهم وجه الفسق، وكذلك أيضاً يزول عنهم منع الشهادة  وأما الحد فلا يسقط عنهم بتوبتهم؛ لأن الحد للآدمي، فلا بد من أن يقام 
 
**************
 سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر