الواجب علينا تجاه الشبهات
الحمد لله
الواجب علينا تجاه هذه الشبهات وغيرها
وأخيراً هناك أشياء عملية لا بد منها في هذا الموضوع:
أولاً: التحصن بالعلم والإيمان لا بد أن يكون لنا أيها الأخوة إقبال على تعلم كتاب الله، ولا بد أن يكون لنا إقبال على تعلم معاني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هو العلم؟ العلم: هو أن نعرف مراد الله من كتابه ومراد النبي عليه الصلاة والسلام من حديثه، تفسير القرآن وشرح السنة.
ثانياً: الابتعاد عن استماع الشبهات سواءً طرحت في برامج فضائية أو مقالات صحفية، ابعد نفسك عن سماع الشبهات إلا إذا كنت من أهل العلم القادرين على الرد، أما إذا لم يكن عندك قدرة على الرد فلا تفرغ ذهنك للشبهة ولا تلقى سمعك للشبهة لماذا؟ لأن القلوب ضعيفة والشبه خطافة كما قال العلماء، وفِرّ من المجذوم فرارك من الأسد.
كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء يقول: "أنا على بينة من ربي وأنت شاك، اذهب إلى شاك مثلك"، ولا يزيد على ذلك، فيقول المبتدع: كلمة، قال له: ولا نصف كلمة، "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه، أهل البدع لا يجوز السماع لهم، والمشكلة أن بعض الناس يفتح قنوات البدعة ويسمع ويقول: أعجبني اللحن والكلام، وأريد أن أرى ما عندهم، فيتطور الأمر إلى أن يزيغ.
ثالثاً: لا بد أن يكون عندنا تسليم تام لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو جاء في نفسك شيء تعوذ بالله من الشيطان وقاومه وثبت قدميك على طريق الإسلام وهو الاستسلام لله.
رابعاً: الرد إلى أهل العلم {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(النحل: 43)، فلا بد من الرجوع إلى أهل العلم.
خامساً: لا بد للقادرين من العمل في الرد على الشبهات، والدفاع عن الشريعة، وتوضيح الدين أن يستعلنوا بالحق ويردوا على أهل الباطل، فإننا إن لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فلا خير فينا، ولا بد أن يكون عندنا الدافعية والقابلية والحافز، فمثلاً شخص من أهل الباطل يعلن باطله وأنت ساكت، لماذا السكوت؟ والحمد لله الأمة فيها خير كثير، الحمد لله عندنا علماء، وعندنا طلبة علم، وعندنا دعاة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.