عبارة : تجديد الخطاب الديني

 الحمد لله 

تجديد الخطاب الديني   

 بعضهم يقول: لا بد من تجديد الخطاب الديني، إذا نظرنا إلى العبارة من أول وهلة فمن الممكن أن نقبل هذه العبارة، نقول مثلاً: لا بد من تجديد الخطاب الديني فنستعين بالنصوص السهلة في مخاطبة الناس، فلا نأتي بنص يشكل عليهم، نظراً لضعف مستوى اللغة العربية عند الكثيرين، ففي الخطاب الديني نختار نصوصاً أسهل في الفهم، وفي تجديد الخطاب الديني، نزيد من الإقناع مثلاً، نزيد من الأدلة المقنعة العقلية مثلاً، بالإضافة إلى الأدلة الشرعية، ودعونا نشرح الحكمة أو الحكم أكثر حتى يقتنع الناس أكثر  

ونستخدم في عرض الأشياء الدينية مثلاً الأنظمة السمعية والبصرية الجديدة في وسائل العرض، ولا مانع أن نستعمل الألوان، ولا مانع أن نستعمل أشياء ثلاثية الأبعاد، ولا مانع أن نستعمل شبكة الانترنت, ولا مانع أن نستعمل وسائل مثلاً تقنية متقدمة

استعملوا!! هذه كلها أشياء ووسائل فإن كنت تقصد أن تستعمل وسائل التقنية المعاصرة لتجديد الخطاب الديني استعمل، ولا مشكلة، وهذا كلام مقبول، بل وأشجع عليه،  بهدف تجديد الخطاب الديني 

 فنقول: وفقكم الله، وأعانكم الله، وتوكلوا على الله، وبسم الله وأيدينا في أيديكم ونحن معكم.

لكن لو جاء أحدهم وقال: نريد أن نجدد الخطاب الديني.

وكيف ستجدده ؟ فقال: بخلع الحجاب، وقال: إذا خاطبت الناس فخاطبهم بذكر الجنة وإياك أن تذكر النار، لأن ذكر النار لا تناسب القرن الحادي والعشرين، والناس لا يتحملون النار، وذكرها يخدش المشاعر فيؤدي إلى الاكتئاب، فيجب حذف أي شيء عن النار.

وقال: مثل هذه الحدود لا تصلح.

ومن تجديد الخطاب الديني، إباحة الربا، يقول: الربا ضرورة عصرية.

فيقال له: أنت تتحدث عن دين جديد، وتريد أن تخترع ديناً من عندك، وليس هذا من التجديد الديني في شيء.

 فباسم التجديد يُفتح باب العبث والحذف والتغيير والتلبيس والتدليس، إلى آخره، وليس هذا هو التجديد الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها))، لأن التجديد الشرعي ما هو؟، إعادة الناس إلى الأصل بعد الانحرافات، إعادة الناس بعد البدع إلى السنة بعد أن دخل في الدين ما ليس منه يُنقَّى ويعاد إلى الأمر الأول، التجديد أن ترد الناس إلى الأصل وإلى ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، وترد الناس إلى الفهم النبوي وفهم السلف للكتاب والسنة، هذا هو التجديد  الشرعي، وليس من التجديد الشرعي أن تحذف صلاتين، وأن يقال: الواجبات نخففها، والمحرمات نقللها، لا، هذا أسمه عبث،تضييع للدين، هذا دين آخر، وهذا أحياناً يستعمل باسم العصرنة والعقلنة. ويقولون: هذا تجديد بينما هو في الحقيقة تحريف وتغيير للدين، وهذا باطل، ولا يمكن القبول به.  

*********** 

فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله 

مختصر من مقالة : كلمات حق أُريد بها باطل 

https://alimam.ws/ref/2150

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر