عبارة : الدين ليس ملكاً لأحد

 الحمد لله 

الدين ليس ملكاً لأحد

 (الدين ليس ملكاً لأحد) يقول بعض الناس هذه العبارة فهل هذا صحيح؟ فالدين لا تملكه ولا أملكه ولا يملكه أحد، (لا كهنوتية في الإسلام) بمعنى أننا لسنا مثل النصارى واحد له منصب ديني والناس يأتون إليه ويعترفون عنده فيعطيهم صك غفران  

 أحياناً تستعمل عبارة (الدين ليس ملكاً لأحد) و (لا كهنوتية في الإسلام) في أي شيء؟  

في إلغاء منصب الإفتاء، وجعل الكلام في الأحكام الشرعية متاحاً للجميع، كشخص لم يدرس لغة عربية، ولا أصول فقه، ولا أصول تفسير، ولا مصطلح حديث، ويتكلم في الحلال والحرام، وعندما  تقول له: يا أخي أنت ما علاقتك بهذا؟ أنت كاتب قصصي، أنت شاعر نبطي، أنت طبيب بيطري، كيف تفتي؟ وكيف تقول رأيي أن هذا جائز ولا بأس به ؟ ورأيي أن هذا كذا ولا أرى بأساً في هذا ومثل هذا جائز، أنت كيف تتكلم؟ حرام اتق الله، قال الله: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(البقرة:169)، يقول لك: (الدين ليس ملكاً لأحد)، (لا كهنوتية في الإسلام).

نقول: يا أخي هذه كلمة حق تستعمل في باطل، ومعناها أننا ألغينا دور العلماء وألغينا دور الإفتاء، وألغينا شروط المجتهد، وألغينا شروط المفتي، وجعلنا الكلام في الأحكام لمن هب ودب، وللجاهل والمنافق والزنديق والملحد يتكلم في الدين كيف يشاء بحجة أن الدين ليس حكراً على أحد ولا كهنوتية في الإسلام، فأين قول الله: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(النحل: 43)، أين قول الله: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}( النساء:83)، أين قول الله عز وجل في كتابه العزيز: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}( الفرقان:59)؟ وأين شروط المجتهد؟ وأين شروط المفتي؟ وأين خطورة منصب الإفتاء؟ وأين خطورة {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(البقرة: 169)؟ وأين قضية من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه؟ إذا كنتم تريدون فتح الكلام في الأحكام لمن هب ودب فكيف يستقيم هذا؟  

نحن الآن لا نقول أن الطبيب لا يمكن أن يصبح مفتياً، لو اجتهد ودرس الشريعة ما الذي يمنعه؟.

كان بعض علماء المسلمين وعلماء الشريعة أطباء، لو جئنا بمهندس كيميائي ودرس أصول التفسير وأصول الحديث وأصول الفقه، واللغة العربية، وعلوم الآلة، ودرس وقرأ كتب أهل العلم والمتون والشروح، إذا أصبح عنده قابلية آتاه الله فقهاً وعلماً وفهماً وصحة نظر وصحة استنباط وصحة اجتهاد وكان كلامه على ميزان أهل العلم، ولا يخرج عن أقوال أهل العلم فهذا يفتي ولا مانع من ذلك؟ حتى لو كان طبيباً أو مهندساً؛ لأنه درس وصار عالماً شرعياً 

 لكن المشكلة أن يأتي شخص لم يدرس أصول الفقه ولا مصطلح الحديث ولا أصول التفسير ولا متون ولا شروح عنده عمومات، وثقافة عامة وصار يفتي  بحجة أن الدين ليس ملكاً لأحد، وهذه كارثة ومصيبة عظيمة تذكرنا بمن كان يقول: السلف رجال ونحن رجال، بمعنى هم تكلموا ونحن نتكلم، ثم لا علم ولا عمل ولا إيمان ولا عقل ولا دين ولا عبادة، يا أخي هؤلاء الرعيل من الصحابة وتابعوهم وتابعوهم الذين علموا السنة وعايشوا التنزيل وأخذوا ممن عايش التنزيل ((وخير الناس قرني ثم الذين يلونهم والذين يلونهم)) هؤلاء ((مثل ما أنا عليه وأصحابي)) فكيف تريد أن تجعل نفسك مثلهم سواءً بسواء هم رجال، ونحن رجال لا يمكن.

ولو قال شخص: إذا كنتم تريدوننا أن لا نخرج عن منهج السلف ولا نخترع أقوالاً خارجة عن أقوال السلف، فما هو دور العلماء المعاصرين؟ أن يحفظوا الكتب القديمة ويقولوها؟ نقول: لا يا أخي، الآن الناس تحتاج إلى تعليم فلا بد أن يحفظ ما في الكتب، أو يأخذ ما في الكتب وما عند العلماء الأولين وينقله هذه أمانة وهذه قضية عظيمة جداً، تفهيم الناس معاني القرآن والسنة على أصول السلف هذه قضية عظيمة جداً.

الكن لا يأتي من هب ودب ويتكلم بحجة أن الدين ليس ملكاً لأحد 

*********** 

فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله 

مختصر من مقالة : كلمات حق أُريد بها باطل 

https://alimam.ws/ref/2150

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر