مقولة : الإنسان مخير بين الأديان

 الحمد لله 

الإنسان مخير بين الأديان

هناك مقطع من آية {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ }(سورة الكهف:29)، يستعملها بعضهم في تخيير الناس، فيقول مثلاً: إذا أردت أن تؤمن أو إذا أردت أن تكفر فأنت مخير ولا مشكلة في ذلك، تريد أن تغير دينك مثلاً من الإسلام إلى النصرانية، أو تريد أن تتنصر أو تتهود، حرية والقرآن يقول: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} 

 هذه مصيبة، إذاً لماذا جاهد النبي صلى الله عليه وسلم المشركين؟باستطاعته أن يقول لقريش {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، والمسلمون إذا راحوا إلى الروم يقولون لهم: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، ويقولون للفرس: أنتم مجوس عُبَّاد النار {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، فهل هذا ما فعلوه؟  

لما ارتدت العرب بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام هل قال لهم أبو بكر الصديق {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}؟ بل إنه جرد سيوف الحق لقتال المرتدين، وهو الذي قام في الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم 

 والذي لا يعرف أساليب اللغة العربية يمكن أن ينخدع بقول القائل "لو أراد أحدٌ أن يغير دينه فلا حرج في ذلك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، بينما لو كان عنده علمٌ بأساليب اللغة العربية فلن ينخدع بذلك، قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقل يا محمد للناس: هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، هذا من باب التهديد والوعيد الشديد – هذا الأسلوب {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، من باب التهديد والوعيد الشديد-، ولهذا قال: إنا أعتدنا يعني أرصدنا (للظالمين) وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه (ناراً أحاط بهم سرادقها) يعني سورها"، انتهى من تفسير ابن كثير، فلو كانت القضية هي الحرية في اختيار الأديان فلم جاء هذا التهديد والوعيد الشديد 

 {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا}(سورة الكهف: 29).

*********** 
فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله  
من مقالة : كلمات حق أُريد بها باطل  
https://alimam.ws/ref/2150

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر