أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر
بالفرائض لكنه لا يعمل شيئاً البتة، فهل هذا مسلم أم لا ؟ علماً بأن ليس له عذر
شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض؟
هذا لا يكون مؤمناً، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكنه لا يعمل
بجوارحه ، عطّل الأعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن، لأن الإيمان كما ذكرنا وكما
عرفه أهل السنة والجماعة أنه : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح , لا
يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، فمن ترك واحداً منها فإنّه لا يكون مؤمناً
***
هل هذا القول صحيح أم لا ( أن من سب الله وسب الرسول ليس بكفر في نفسه ،
ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة )
؟
هذا قول باطل، لأن الله حكم على المنافقين بالكفر بعد الإيمان بموجب قولهم (
ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أجبن عند اللقاء ) يعنون رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه ، فأنزل الله فيهم قوله سبحانه وتعالى ( قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ
تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) فكفّرهم بهذه المقالة ولم يشترط في كفرهم أنهم كانوا يعتقدون ذلك بقلوبهم، بل إنه
حكم عليهم بالكفر بموجب هذا المقالة . وكذلك قوله تعالى ( وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ ) فرتب الكفر على قول كلمة الكفر
***
ما هو القول فيمن نصب الأصنام والأضرحة والقبور ، وبنى عليها
المساجد والمشاهد ، وأوقف عليها الرجال والأموال ، وجعل لها هيئات تشرف عليها ،
ومكَّن الناس من عبادتها والطواف حولها ودعائها والذبح لها ؟
هذا حكمه أنه يكفر بهذا العمل، لأن فعله هذا دعوة للكفر
***
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال
بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان .. كحديث ( لم يعملوا خيراً قط ) وحديث
البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟
هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله
سبحانه وتعالى عنهم فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَابَهَ مِنْهُ فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها فلا
بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى
مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث
لأن هذا رجل نطق بالشهادتين
معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال , لكنه نطق
بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد هذا لم يتمكن من العمل مع
انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل
حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين
وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما
جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من
العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث
***
ما معنى قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الناقض
الثالث من نواقض الإسلام : " من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم
فهو مثلهم " ؟
أي نعم هو كذلك، لأنه رضي بما هم عليه ووافقهم على ما هم عليه، فمن
لم يكفرهم أو رضي بما هم عليه أو دافع دونهم فإنّه يكون كافراً مثلهم، لأنه رضي
بالكفر وأقرّه ولم ينكره
=*=*=*=*=*=
فضيلة الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان