المرجع في تفسير القـرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الواجب على المسلم في تفسير القـرآن
الواجب على
المسلم في تفسير القرآن أن يُشِعَر نفسه حين يُفَسر القرآن بأنه مترجم عن الله
تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون مُعظِّماً لهذه الشهادة خائفاً من أن
يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فَيُخزَى بذلك يوم القيامة، قال الله
تعالى
(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60)
(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60)
المرجع في تفسير القرآن
يرجع في
تفسير القرآن إلى ما يأتي:
كلام
الله تعالى، فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما
أراد به
ولذلك
أمثلة منها
1 - قوله
تعالى: { )أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ
يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
، فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
(يونس:63)
2 - قوله
تعالى (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ)
(الطارق:2) ، فقد فسر الطارق بقوله في الآية الثانية: { النجم الثاقب} } [الطارق: 3]
3 -قوله
تعالى (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا)
(النازعـات:30) فقد فسر دحاها بقوله في الآيتين بعدها (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا*وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعـات31-32)
كلام
رسول الله ، فيفسر القرآن بالسُّنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلِّغ عن
الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى بكلامه
ولذلك
أمثلة منها
1 - قوله
تعالى: { )لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) (يونس:
الآية26) } فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى
2 - قوله
تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
) (الأنفال60) فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي
كلام الصحابة رضي الله عنهم لاسيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير
لأن القرآن نزل
بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من
الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق
للصواب
ولذلك
أمثلة كثيرة جدًّا منها:
1- قوله
تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ
مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ )(النساء42) فقد صَحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الملامسة
بالجماع
كلام
التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم
لأن التابعين خير
الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيراً
في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم
ما
تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق
فإن اختلف
المعنى الشرعي واللغوي، أُخذ بما يقتضيه الشرعي, لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا
لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجَّح به المعنى اللغوي فيؤخذ
به
================
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى