الوضوء من لحوم الإبل

الحمد لله
من المعلوم أن لحم الإبل إذا أكل منه الإنسان وهو متوضئ انتقض وضوءه ، ووجب عليه أن يتوضأ إذا أراد الصلاة ، سواء أكله نيئاً أو مطبوخاً ، وسواء كان هبراً ، أو كبداً أو مصراناً ، أو كرشاً ، أو قلباً ، أو رئة ، كل ما حملت البعير فإن أكله ناقض للوضوء 
 
 لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن شيئاً وإنما قال  (( توضئوا من لحوم الإبل )) (76) وسئل أنتوضأ من لحوم الإبل فقال  (( نعم )) قال : من لحوم الغنم فقال (( إن شئت ))(77)  

فأما شرب لبنها ، فإن الصحيح أنه ليس بناقض للوضوء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر العرنيين أن يخرجوا إلى إبل الصدقة ، ويشربوا من أبوالها وألبانها لم يأمرهم بالوضوء ، ولو كان واجباً لأمرهم به ، فإن توضأ فهو أحسن ، أما الوجوب فلا
 
وكذلك المرق لا يجب الوضوء منه وإن توضأت فهو أحسن ، أما اللحم فلابد ، وكذلك الشحم فلابد من الوضوء منه
 
يقول بعض الناس : إن السبب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في وليمة وكان لحمها لحم إبل ، وأنه خرجت ريح من بعض الحاضرين ولا يدري من ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من أكل لحم إبل فليتوضأ )) فقام جميعهم يتوضئون
وجعلوا هذا السبب في أن الإنسان يتوضأ من لحم الإبل ، وهذا حديث باطل لا أصل له  
 
 وإنما الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل لحكمة الله يعلمها ، قد نعلمها نحن وقد لا نعلمها ، المهم نحن علينا أن نقول : سمعنا وأطعنا ، أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من لحوم الإبل إذا أكلنا منها فسمعاً وطاعة  
 
^^^^^^^^^^^^^
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من شرح رياض الصالحين المجلد الثالث  باب الوصية بالنساء 
      http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18180.shtml 
------------------------------
76) رواه أبو داود ، كتاب الطهارة ، باب الوضوء من لحم الإبل ، رقم ( 184 ) ، والترمذي ، كتاب الطهارة ، باب ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل ، رقم (81)
(77) رواه مسلم ، كتاب الحيض ، باب الوضوء من لحوم الإبل ، رقم ( 360 )

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر